حذر استشاري أمراض السكري مدير برامج السكري في الشؤون الصحية في الحرس الوطني الدكتور صالح الجاسر، من «أن بعض ضعاف النفوس يستغلون المرضى لتسويق خلطات مجهولة، حيث يوهمون المرضى بقدرة هذه الخلطات على العلاج، وهو ما يعكس آثارا خطيرة وتعطيل أجهزة حيوية من أعضاء الجسم». وأوضح ل «عكاظ» الجاسر «أن داء السكري يشكل أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في المملكة»، مفيدا «أن المصابين به يشغلون 30 في المائة من أسرة المستشفيات في المملكة». وفيما يلي نص الحوار: • كيف تصف مرض السكري (الداء الحلو) في المملكة؟ يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في المملكة، وقد مر هذا المرض بتطورات متسارعة لمعدلات الإصابة منذ الثمانينيات الميلادية في القرن السابق وحتى الآن، ويستنزف الداء السكري نسبة جيدة من ميزانية الخدمات الصحية في المملكة، ويشغل ما نسبته 30 في المائه من أسرة التنويم في مستشفيات المملكة. وعي المجتمع • ما مدى وعي وإدراك المجتمع السعودي بمرض السكري ومضاعفاته الخطيرة؟ داء السكري وللأسف أصبح حديث المجالس، فلا تخلو أسرة من إصابة أحد أفرادها بهذا المرض، ورغم انتشار الندوات العلمية المختلفة وباللغة العربية والموجهة للجمهور لتكريس التوعية الصحية، إلا أن وعي المجتمع يعتبر ضعيفا نسبيا، وهو ما انعكس على انتشار مضاعفات المرض وصعوبة السيطرة عليه، وقد يكون وعي الأسر في المملكة متفاوتا مع سهولة توافر المعلومة وسهولة الوصول إليها عن طريق وسائل مختلفة مثل الإعلام المرئي والمقروء وشبكات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت. نسبة المصابين • كم تتراوح نسبة المصابين بداء السكري في المملكة، وأيهما أكثر إصابة الرجال أم النساء؟ هناك عدة دراسات أجريت على مدى ال 30 سنة الماضية، وبينت أن هناك زيادة متسارعة في نسبة الإصابة بمرض السكري، ومن أكثر الدراسات الحديثة والأكثر توثيقا دراسة الدكتور منصور النزهة (مدير جامعة طيبة) التي أظهرت أن معدل الإصابة بهذا المرض تجاوز 23.7 في المائة من البالغين الذين تخطو سن ال 30 عاما، ونسبة الإصابة بين الجنسين متساوية تقريبا. مؤشرات خطيرة • هل هناك مؤشرات خطيرة لتزايد عدد المصابين بمرض السكري في المملكة؟ وما هي الحلول الصحية للسيطرة على دائرة المرض؟ يرتبط انتشار مرض السكري بالتغير في نمط الحياة والسلوك الصحي، وأن تغير العادات الغذائية في السنوات الأخيرة وظهور عادات غذائية سيئة مع قلة الحركة ساهمت في زيادة الوزن، وهذان العاملان مرتبطان ارتباطا وثيقا بمعدل الإصابة بالسكري، وأن نسبة زيادة الوزن في المملكة تعتبر مرتفعة إلى حد كبير، حيث إن نسبة الإصابة بزيادة الوزن تصل إلى 60 في المائة، والسمنة تصل إلى 30 في المائة، والسمنة المفرطة تصل إلى 4 في المائة تقريبا حسب آخر الدراسات الحديثة. سكري الأطفال • يلاحظ انتشار داء السكري بين الأطفال، ما هي أسباب ذلك؟ وكم تبلغ نسبة المصابين من الأطفال في المملكة؟ لوحظ في الأونة الأخيرة ازدياد نسبة إصابة الأطفال (الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما) بالنوع الثاني من مرض السكري، والسبب مرتبط ارتباطا مباشرا بزيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة كما أشرت عن ذلك. الطب الشعبي • يلاحظ كثرة الإعلانات في محلات العطارة أو الطب الشعبي عن وجود أدوية عبارة عن مواد عشبية تعالج المصابين بمرض السكري مثل أوراق شجرة الزيتون وخلافه؟ هل تلك الوصفات صحيحة ومبنية على البراهين، وهل الطب الشعبي يستطيع علاج أو القضاء على مرض السكري؟ في الوقت الحاضر لايوجد علاج يقضي على مرض السكري، لكن هناك أبحاثا متسارعة تسعى إلى تقديم العلاج الشافي، وآخر التطورات في هذه الأبحاث استعمال الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. ونأمل أن تكون متوافرة في السنوات القليلة المقبلة، مع العلم أنه ظهر في السنوات الأخيرة أدوية مختلفة من العلاج عن طريق الفم وأنواع مختلفة من الأنسولين التي ساعدت على حسن السيطرة على معدل السكر، كما أن استعمال مضخة الأنسولين عند المصابين بالنوع الأول ساعد كثيرا في التقليل في التفاوت الكبير في معدل السكر، وتاليا الحد من مضاعفاته. وقد استغل كثير من ضعاف النفوس حاجة المريض للعلاج والشفاء فأصدروا إعلانات تدعي قدرتهم على القضاء على هذا المرض. وظهرت خلطات مختلفة تتدعي الشفاء من هذا المرض، وهي كثيرة ومعروفة لدى أطباء السكري الذين أكدوا تسبب هذه الخلطات في ظهور مضاعفات خطيرة على أجهزة حيوية في الجسم منها فشل أعضاء حيوية كالكبد والكلى لمن استعملوا هذه الخلطات، لهذا ننصح تجنب استعمال هذه الخلطات واللجوء إلى الطرق السليمة للسيطرة على هذا المرض. وأؤكد أن توازن الإنسان في حياته اليومية من نشاط حركي وتوازن غذائي المفتاح إلى النجاح، حيث إن الاعتدال يؤدي دائما إلى وزن مثالي لايؤدي إلى إرهاق لأعضاء مفيدة في الجسم من ضمنها البنكرياس والقلب والكلى والعضلات والمفاصل والدماغ. ولو استشعرنا الهدي النبوي لوصلنا لهذا التوازن كما ورد في الحديث النبوي «حسب ابن آدم لقيمات يقمن أوده فإن كان ولا بد فاعلا فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس».