لم يدر بخلد المخرج الشاب عدنان حسان الذي يستقطع من وظيفته الصباحية التي ليس لها علاقة بالمجال الإعلامي، أن تكون أولى أعماله التلفزيونية في عالم موقع الفيديو العالمي "اليوتيوب". "قروشة" هو الاسم الذي اختاره عدنان وفريق العمل المساند له من السيناريست، والممثلين المشاركين في أول الحلقات التي ناقشت بطابع كوميدي ساخر مشكلات الشباب مع نصفهم الآخر وهو "الزواج"، وقائمة طويلة من التعقيدات التي تكون حاجزاً أمامهم في بناء مستقبلهم الأسري. حلقة "مشكلات الشباب مع الزواج" استقطبت أكثر من 60 ألف مشاهدة على الإنترنت، والركيزة الفنية التي يقوم عليها "قروشة" كما يصرح بذلك المخرج عدنان في حديثه الصحافي إلى "الوطن"، جاءت مختلفة وتحمل طابعاً تطورياً في التعامل الفني مع تقنية اليوتيوب. ويضيف"أغلب ما هو موجود في هذا العالم من مشاركات الشباب، تدخل في حيز ما يصطلح عليه فنياً ب"التوك شو"، وهو مذيع واحد يستعرض مشاكل أو مواقف محددة، ويعلق عليها بالسخرية الكوميدية". إلا أن الجديد لدينا –والحديث لعدنان- "هو تطوير الآلة الإعلامية، وإدخال فكرة المسلسلات الكوميدية، ولكن على شكل حلقات منفصلة، كل واحدة تعالج إشكالية تهم شريحة الشباب التي تمثل ما يقارب 60% من الخارطة الديمغرافية السكانية للمملكة". 9 دقائق هي المدة الزمنية لحلقة (يناير 2012)، وهم يعتزمون خلال الأسبوع المقبل تصوير حلقتهم الثانية التي ستعالج "عزوف الشباب عن تطوير ذاتهم الوظيفية والمهنية" بنفس الطابع الكوميدي. يقول سيناريست العمل بندر باجبع إن "الإحصائيات الأخيرة أظهرت نسب مشاهدة مرتفعة لليوتيوب ومرتادي الإنترنت التي تساوت تقريباً مع المشاهدات التلفزيونية، وإحداها تقول إن السعوديين يشاهدون يومياً 16 مليون مقطع يوتيوب، كما أن الفضاء الإنترنتي سمح لأعمال اليوتيوب تجاوز البيروقراطية التلفزيونية التي تفرضها على الخصوص شركات الإنتاج المحلية على الأعمال الفنية الشبابية". وأضاف باجبع أن "كثيرا من شركات الإنتاج تهتم بالنجوم فقط في أعمالها، ولا نستطيع أن نلومهم بشكل كامل عن عدم اهتمامهم بالمواهب الشبابية، لكن اليوتيوب تميز بفتح قنواته عبر عالمه الكبير لتلك المواهب لتصقل نفسها، وتمرن هواياتها في ساحة الإعلام الجديد للوصول نحو الاحترافية، وهو الدافع الأساسي لوجودنا على اليوتيوب". استشاريون اجتماعيون يقفون خلف "قروشة" للبحث ليس فقط في المشكلات التي تعترض الشباب، والمشكلات التي تقع مسؤوليتها عليهم أيضاً، وهو ما تعالجه الحلقة الثانية التي تدور حول ضرورة أن ينمي الشباب قدراتهم الوظيفية والتطويرية، حتى يحسنوا من مخرجات مستقبلهم الوظيفي. فريق العمل من الفنيين والممثلين لا يتجاوز الستة أشخاص وهم أصحاب هوايات سابقة اكتسبوها من خلال مشاركاتهم المدرسية، أو الجامعية، أو المسرحيات الخاصة التي كانت تقيمها الجهات المختلفة، اجتمعوا عن طريق الصدفة في منتصف العام الماضي ليكونوا باكورة عمل فني احتضنه بشكل كامل المنتج صالح رباط كباكورة أعمال أثبتت نجاحها في العالم الجديد. تكلفة الحلقة الواحدة تقع ما بين 30 إلى 40 ألف ريال، وهو مبلغ زهيد كما يقول أحد صانعي المسلسل. يقول فريق العمل أنهم يسعون إلى إنتاج 12 حلقة في الموسم الواحد، بما يعادل حلقة كل شهر.