وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزراء الداخلية العرب إلى المحافظة على أمن أوطانهم ومواطنيهم، واحترام النظام، فهو بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة قائلاً "لا تنمية بلا أمن واستقرار.. ولا أمن بلا عدل ومساواة." جاء ذلك في كلمة سموه في افتتاح أعمال الدورة ال 29 لمجلس وزراء الداخلية العرب، ألقاها نائب وزير الداخلية رئيس وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز. وقال سموه "كم كان بودي مشاركتكم هذا اللقاء الأخوي.. إلا أن تزامن انعقاده بوقت إجرائي فحوصات طبية مجدولة حال دون ذلك.. ويسرني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لتونس الشقيقة قيادة وشعبا.. على ما نلقاه في هذا البلد المضياف من حفاوة وإكرام.. كما يشرفني أن أنقل لكم تحيات وتقدير سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. مقرونة بتمنياته لأعمال لقائكم هذا بالتوفيق والنجاح.. ويسعدني أن أجدد التهنئة الخالصة للرئيس محمد المنصف المرزوقي.. بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية الشقيقة.. راجيا من الله العلي القدير أن يوفقه ويعينه على ما تحمله من مهام ومسؤوليات.. كما أتمنى للشعب التونسي الشقيق كل تقدم وازدهار في ظل التحولات والتغيرات التي يمر بها.. مؤكدا على وقوف المملكة إلى جانب أشقائهم في تونس في كل أمر يعود بالخير والنفع عليهم، خاصة ما يتحقق به أمنهم وسلامتهم ورفاهيتهم ولما يتطلعون إليه من مستقبل مشرق.. أيها الإخوة: ينعقد هذا الاجتماع في ظل ظروف بالغة الدقة تعيشها دول منطقتنا مما يتطلب معه أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك الذي يلبي طموحات شعوبنا ويوفر لهم ما ينشدونه من أمن واستقرار ورفاهية ويحقق لهم العزة والكرامة.. إذ إن الاستقرار والمحافظة على أمن الوطن والمواطن واحترام النظام هو بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة.. فلا تنمية بلا أمن واستقرار ولا أمن بلا عدل ومساواة.. أيها الإخوة: لا بد من الإشارة هنا إلى أننا نفتقد حضور زميلنا وزير الداخلية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة وذلك لما هو حادث الآن في سورية من أعمال عنف وسفك للدماء، لا يقبله دين ولا ضمير، ويؤلمنا ذلك جدا.. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على سورية الشقيقة بالأمن والاستقرار والرفاهية في ظل نظام وطني متفق عليه.. كما لا يخفى عليكم أن المملكة قد طالبت بنداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ بداية الأحداث في سورية بإيقاف سفك الدماء وقتل الأبرياء والعمل على إحلال الود والإخاء بدل العنف والشقاق، لتكون سورية الوطن العربي الأبي كما عهدناها حكومة وشعبا في مقدمة الركب العربي لمسيرة الرخاء والتقدم والرقي.. أيها الإخوة: يشتمل جدول أعمال اجتماعنا على الكثير من الموضوعات الهامة التي تلامس قضايا أمنية معاصرة كان للمجلس دور كبير في إدراك مخاطرها فوضع لذلك الخطط والإستراتيجيات والبرامج بما يخدم أمننا العربي المشترك.. وبهذه المناسبة.. نقدر ونعتز بما تحقق لمجلسكم الموقر من إنجازات مشرفة كان له السبق لتحقيقها، قبل غيره من الهيئات والمنظمات الدولية المماثلة.. ومن تلك الإنجازات مثلا لا حصرا.. الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.. التي سبقت أي جهد دولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتحذير من مخاطرها.. والتي لا تقتصر على دولة دون أخرى ولا مجتمع دون آخر. وكان رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي افتتح أمس في مدينة الحمامات التونسية أعمال الدورة التاسعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب. ورأس نائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وفد المملكة إلى اجتماعات الدورة التي يشارك فيها وزراء الداخلية في مختلف الدول العربية ووفود أمنية عربية رفيعة المستوى وممثلو الهيئات والمنظمات العربية والدولية. وقال الأمير أحمد في تصريح عقب اختتام الجلسة المغلقة أمس: تأثر وزراء الداخلية العرب بما يحدث في سورية، داعياً إلى وقف حمام الدم الحاصل فيها، لأن ذلك يؤلم الجميع. وقال سموه " إننا نأمل جميعاً أن يدوم الخير والاستقرار على سورية، وأن تستقر الأحوال فيها، نريد سورية دائماً كما عهدناها في المقدمة بكل ما يهم العرب، ولا نريدها أن تتخلف عن الركب، ونرجو الله العلي القدير أن يرزقها الهداية والوفاق". وفيما يتعلق باجتماعات وزراء الداخلية العرب، أشار سموه إلى أن الوزراء خرجوا بالاتفاق على تطبيق إستراتيجية عامة للأمن العربي المشترك، ترمي إلى التعاون في مكافحة الجريمة المنظمة بصفة عامة، ومقاومة المخدرات والإرهاب، وكل ما يسيء للمجتمع وخدمته، وأن تكون وزارات الداخلية ممثلة حقيقية لتطبيق العدالة والأمن في الدول العربية.