الرئيس محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة. أيها الإخوة الأعزاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: كم كان بودي مشاركتكم هذا اللقاء الأخوي. إلا أن تزامن انعقاده بوقت إجرائي فحوص طبية مجدولة حال دون ذلك. ويسرني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لتونس الشقيقة قيادةً وشعباً على ما نلقاه في هذا البلد المضياف من حفاوة وإكرام. كما يشرفني أن أنقل لكم تحيات وتقدير سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مقرونةً بتمنياته لأعمال لقائكم هذا بالتوفيق والنجاح. ويسعدني أن أجدد التهنئة الخالصة للرئيس محمد المنصف المرزوقي بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية التونسية. راجياً من الله العلي القدير أن يوفقه ويعينه على ما تحمله من مهام ومسؤوليات. كما أتمنى للشعب التونسي كل تقدم وازدهار في ظل التحولات والتغيرات التي يمر بها. مؤكداً وقوف المملكة إلى جانب أشقائهم في تونس، في كل أمر يعود بالخير والنفع عليهم، ولا سيما ما يتحقق به أمنهم وسلامتهم ورفاهيتهم ولما يتطلعون إليه من مستقبل مشرق بإذن الله تعالى. أيها الإخوة: ينعقد هذا الاجتماع في ظل ظروف بالغة الدقة تعيشها دول منطقتنا، مما يتطلب معه أن نبذل قصارى جهدنا، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك الذي يلبي طموحات شعوبنا ويوفر لهم ما ينشدونه من أمن واستقرار ورفاهية ويحقق لهم العزة والكرامة. إذ إن الاستقرار والمحافظة على أمن الوطن والمواطن واحترام النظام هو بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة. فلا تنمية بلا أمن واستقرار ولا أمن بلا عدل ومساواة. أيها الإخوة: لا بد من الإشارة هنا إلى أننا نفتقد حضور زميلنا وزير الداخلية في الجمهورية العربية السورية، لما هو حادث الآن في سورية من أعمال عنف وسفك للدماء لا يقبله دين ولا ضمير ويؤلمنا ذلك جداً. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن على سورية الشقيقة بالأمن والاستقرار والرفاهية في ظل نظام وطني متفق عليه. كما لا يخفى عليكم بأن المملكة قد طالبت بنداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ بداية الأحداث في سورية، بإيقاف سفك الدماء وقتل الأبرياء والعمل على إحلال الود والإخاء بدل العنف والشقاق، لتكون سورية الوطن العربي الأبي كما عهدناها حكومةً وشعباً في مقدم الركب العربي لمسيرة الرخاء والتقدم والرقي. أيها الإخوة: يشتمل جدول أعمال اجتماعنا على الكثير من المواضيع المهمة التي تلامس قضايا أمنية معاصرة كان للمجلس دور كبير في إدراك مخاطرها فوضع لذلك الخطط والاستراتيجيات والبرامج بما يخدم أمننا العربي المشترك. وبهذه المناسبة نقدر ونعتز بما تحقق لمجلسكم الموقر من إنجازات مشرفة، كان له السبق لتحقيقها قبل غيره من الهيئات والمنظمات الدولية المماثلة. ومن تلك الإنجازات مثلاً لا حصراً الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي سبقت أي جهد دولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتحذير من مخاطرها. والتي لا تقتصر على دولة من دون أخرى، ولا مجتمع من دون آخر. ونحمد الله على ما حققه المجلس من إنجازات على رغم كل المتغيرات والظروف الطارئة التي مر بها وطننا العربي. إذ تمكن - بعون الله وتوفيقه - من الصمود ومواجهة الصعوبات والتحديات كافة. ولا يفوتني أيها الإخوة أن أنوه بمستوى التعاون والتنسيق القائم بين مجلسنا والمجالس الوزارية العربية الأخرى. ضمن منظومة مؤسسات العمل العربي المشترك والذي كان له الأثر الطيب في تحقيق العديد من الإنجازات والأعمال المشتركة التي لمس المواطن في دولنا أثرها الإيجابي. وختاماً أيها الإخوة: أكرر شكري للرئيس محمد المنصف المرزوقي على حضوره وافتتاح اجتماعات الدورة ال29 لمجلس وزراء الداخلية العرب. والشكر موصول لوزير الداخلية التونسي علي لعريض، والعاملين معه في وزارة الداخلية التونسية، على حسن الإعداد والتنظيم لهذا اللقاء الأخوي. سائلاً الله العلي القدير أن يوفقكم في اجتماعكم هذا، وأن يكلل جهودكم بالتوفيق والسداد، وأن تكون النتائج على مستوى تطلعات وطموحات قادتنا وشعوبنا. إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».