لا تزال عملية إشعال إطارات السيارات المستخدمة متواصلة في محيط محافظة حفر الباطن وبشكل يومي، إذ تشهد عدة مواقع عمليات إحراق للمخلفات في فترات الصباح الباكر وقبل الغروب، رغم أن المحافظة التي تتبع المنطقة الشرقية تحتضن هذه الأيام حملة ( الحفر أجمل )، وذلك بمشاركة إدارات حكومية مختلفة ومتعددة، تهدف إلى تنظيف أحياء حفر الباطن والمناطق المحيطة بها، ورغم ذلك إلا أن عمليات التلويث البيئي مستمرة وتتزايد يوماً بعد يوم، وذلك بواسطة إحراق الإطارات التالفة، التي لوثت الهواء بصورة مفزعة، وذلك بالأبخرة والدخان المتصاعد، إضافة إلى تلوث المواقع التي تحتضن هذه الحرائق لسنوات طويلة. وجرت العادة في هذه الظاهرة، أن ينتهج المشعلون طرقا معينة لإشعالها والحصول على نواتجها من الأسلاك المعدنية، التي تجد طريقها لموازين بيع الحديد والخرداوات بأثمان بخسة جدا، وقد شهد أول من أمس عدة حرائق في مواقع قريبة جدا من الأحياء السكنية بالقرب من مصلى العيد الواقع على طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث تصاعدت أعمدة الدخان بالتزامن مع غروب الشمس وحلول الظلام الذي يخفي دخان الحرائق ولا يمكن أن يخفي روائحها وتأثيرها على البيئة، رغم أن مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية، محمد الصفيان، صرح في الفترة الأخيرة بأن هناك تنسيقا بين بلدية حفر الباطن والجهات الأمنية لضبط مشعلي الحرائق التي ما زالت تتواصل في ظل غياب التنسيق بين البلدية والجهات الأمنية. وقد عبر عدد من المواطنين عن تذمرهم من استمرار هذه الظاهرة وتناميها بشكل كبير وعدم إيجاد أي حل لها من قبل الإدارات الحكومية المعنية، حيث قال فهد الفهد :" لفت انتباهي كثرة الحرائق في أوقات الصباح وقبيل الغروب قرب مصلى العيد". متسائلاً:" لا أعلم سببا لعدم القضاء على هذه الظاهرة والتي تعتبر سهلة وبسيطة تتمثل في الرقابة على محلات بيع الخردة والحديد ومنع شراء الأسلاك المعدنية". أما المواطن عبيد العتيبي فتمنى أن تمارس الجهات المعنية دورها في ضبط مشعلي هذه الحرائق وملوثي البيئة والتشهير بهم. وكانت هذه الظاهرة قد تفشت في آواخر الشهر الماضي، إذ شهدت المحافظة حينها سحب دخان سوداء تتجه إلى منازل المواطنين بشكل مباشر، كما شهدت الأيام القليلة الماضية عدة حرائق بأماكن مختلفة، أبرزها طريق الملك فهد بالقرب من حي السليمانية. وقد باشرت فرق الدفاع المدني هناك عددا من الحرائق بعد توالي البلاغات من قبل المواطنين، الذين شعروا بخطورتها، بعد أن امتدت سحبها إلى منازلهم بشكل أفقي مواز لسطح الأرض جراء تغير حالة الرياح. وقال المواطن سعود الشمري إن هذه الحرائق تشكل خطورة وأضرارا صحية كبيرة، كما أن أجهزة الدفاع المدني تنشغل بها، ومن الأولى أن يكون انشغالها بمتابعة حرائق المنازل، لا سمح الله، مطالبا الجهات المختصة بمتابعة وضبط من يرمون المخلفات، ويحرقون الإطارات للحصول على الأسلاك المعدنية منها. وأقر مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية، محمد الصفيان، في تصريح إلى "الوطن" حينها، بتكرار هذه الحرائق، مؤكداً أن بلدية حفر الباطن خاطبت الجهات الأمنية بوجود حرائق الإطارات وتكرارها في عدة مواقع، وجار التنسيق مع الجهات الأمنية لضبط مشعليها، والقضاء على هذه الظاهرة السلبية التي تلوث البيئة، وتنم عن ضعف الوعي، وأضاف أن بلدية المحافظة ومن خلال مشاركتها في حملة "الحفر أجمل" ستقوم بعملية تنظيف للأحياء، مما سيساهم في الحد من الظاهرة.