توعدت حركة طالبان بالانتقام للمجزرة التي راح ضحيتها 17 مدنيا أفغانيا بينهم 9 نساء و4 أطفال بيد جندي أميركي في ولاية قندهار جنوبأفغانستان أول من أمس، دون سبب يذكر، مؤكدة أمس أنها ستضاعف هجماتها ضد "الأميركيين المتوحشين المرضى عقليا"، فيما حذرت السفارة الأميركية في كابول في بيان أمس المواطنين الأميركيين في أفغانستان من هجمات انتقامية على خلفية حادث قندهار، مشيرة إلى أن هناك خطرا بحدوث مشاعر غضب واحتجاجات مناهضة للأميركيين خلال الأيام المقبلة ولاسيما في الأقاليم الشرقيةوالجنوبية. وأعلنت عن فرض قيود على تنقلات كل أفراد السفارة في أفغانستان.. وقالت طالبان على لسان الناطق الإعلامي باسمها، يوسف أحمدي إنها "ستنتقم لكل من الشهداء الذين قتلهم المحتلون بطريقة وحشية". وتساءل قائلا "هل يجوز بحسب القوانين العسكرية في العالم بأن يكون المجانين مسلحين في التشكيلات العسكرية وتفوض إليهم مسؤولية حفظ السلام حسب اصطلاحهم؟" وختم بالقول "إذا كان مرتكب هذه المجزرة مختل عقليا فعلا فهذا دليل على انحراف أخلاقي جديد للجيش الأميركي لأنه يسلح مجانين في أفغانستان يستخدمون دون تفكير أسلحتهم ضد أفغان عزل". وفي هذا السياق أعلن البرلمان الأفغاني عن إغلاق أبوابه يوما واحدا احتجاجا على المجزرة ، بينما طالب وكلاء الإقليم الرئيس الأفغاني حامد قرضاي ونائبيه بالاستقالة والاعتذار للمواطنين. في هذه الأثناء، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تشككها في إمكانية سحب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان عام 2014. وقالت ميركل خلال زيارة مفاجئة للقوات الألمانية أمس في مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان إنه على الرغم من تحقيق تقدم في عملية التصالح السياسي مع ثوار طالبان "إلا أن هذه العملية لم تصل بعد لوضع يمكن القول معه إننا يمكن أن ننسحب من هنا، لذلك لا أستطيع القول إننا سننجح في هذا الانسحاب حتى عام 2013 2014، هناك إرادة لتحقيق ذلك، نريد تحقيق ذلك، والعمل جار لتحقيق ذلك". وأشارت ميركل إلى ضرورة تحقيق تقدم في عملية الإعمار المدني لأفغانستان من خلال الدول المانحة إلى جانب تحقيق تقدم في عملية المصالحة. وعبرت روسيا أمس عن "صدمتها" للمجزرة، وطالبت الرئيس باراك أوباما بالعمل على معاقبة المسؤولين عنها بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية. وأكد المسؤول المكلف شؤون حقوق الإنسان في الوزارة قسطنطين دولغوف أن "روسيا تشعر بصدمة عميقة إزاء مجزرة قام بها جندي أميركي وذهب ضحيتها مدنيون أفغان بينهم نساء وأطفال". وقال المصدر نفسه "إن هذا العمل اللانساني يجب تصنيفه في فئة أخطر الجرائم المرتكبة أثناء النزاعات المسلحة". ولفتت الخارجية الروسية إلى أنها "اخذت علما بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس أوباما ووعده بإجراء تحقيق دقيق حول هذا الحادث". وخلصت الوزارة الروسية إلى القول "نأمل أن يعاقب المذنبون بشدة وأن تتخذ القيادة العسكرية الدولية تدابير فعالة لكي لا تتكرر مثل هذه الحالات في المستقبل".