كشف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد 3 مرات دعاه خلالها إلى الكف عن النهج الذي يمارسه. وقال الفيصل في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الوزاري الخليجي في دورته ال122 في الرياض أمس: إذا توقف نزيف الدم في سورية وأفرج عن المعتقلين فسيكون هناك مكان للحوار. وأشار وزير الخارجية إلى خيبة الأمل من الموقف الروسي مما يحدث في سورية. وانتقد الفيصل تدخل طهران في الشؤون العراقية والسورية، وتهجمها الدائم على دول الخليج. من جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أن اللجنة المختصة بموضوع تحول مجلس التعاون إلى اتحاد ستواصل عملها لتقديم مقترحات ترفع إلى قمة القادة لاتخاذ القرارات النهائية لتحديد توقيت البدء في التنفيذ. وأشار الزياني إلى أن موعد مؤتمر أصدقاء اليمن حدد في 23 إبريل المقبل في الرياض.
------------------------------------------------------------------------ كشف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد 3 مرات دعاه فيها للكف عن النهج الذي يمارسه. وأشار الفيصل في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الوزاري الخليجي في دورته ال122 في الرياض أمس، أنه إذا توقف نزيف الدم في سورية والإفراج عن المعتقلين سيكون هناك مكان للحوار. وبعد أن رحب الفيصل بالجهود الدولية لحل الأزمة السورية، إلا أنه قال إنها فشلت بوقف المجازر، مؤكدا حق السوريين المشروع في الدفاع عن أنفسهم. وقال إن السوريين لا يريدون النظام الذي يصر على البقاء في السلطة بالقوة. وأشار وزير الخارجية إلى خيبة الأمل من الموقف الروسي مما يحدث في سورية، موضحا أن فكرة الاجتماع الروسي بمجلس التعاون غير مجدية لأن المشكلة مع الجامعة العربية، مؤكدا على أصدقاء النظام السوري أن ينصحوه بالكف عن سياسة القتل. وقال "نحن نريد حماية الشعب السوري وحماية الأمن السوري ونأمل أن ينضم إلينا الروس في إقناع سورية بالكف عن النهج المتبع". وأضاف "لا أعتقد أن النظام بحاجة للسلاح لأنه لا يدافع عن نفسه. النظام يقوم بأعمال عدوانية ضد شعبه". وأخذ الفيصل على طهران تدخلها في الشؤون العراقية والسورية، وسعيها للتهجم على دول الخليج لتشويه صورتها. وردا على سؤال حول أحداث القطيف قال الفيصل إن هناك مشاغبين ومخربين لا يمثلون كل الناس تعاونوا مع إيران، موضحا أن السعودية لا تفرق بين أبنائها، وأن إيران تدفع البعض للقيام بأعمال شغب. ورحب الفيصل باستقلال العراق وعدم التدخل في شؤونه، مؤكدا أن المملكة لن تقاطع القمة العربية المقبلة في بغداد، مشيرا إلى أنه على التيارات السياسية العراقية توحيد موقفها من القضايا العربية قبل القمة. من جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أن اللجنة المختصة بموضوع التحول إلى الاتحاد ستواصل عملها لتقديم مقترحات ترفع إلى قمة القادة لاتخاذ القرارات النهائية لتحديد توقيت البدء في التنفيذ. واشار الزياني إلى أن موعد مؤتمر أصدقاء اليمن حدد في 23 إبريل المقبل في الرياض، وتم بحث سبل توفير المبالغ المالية لليمن والتأكيد على التعاون مع الجمهورية. وكان وزراء الخارجية بحثوا المستجدات العربية والإقليمية، ومقترح خادم الحرمين الشريفين بتحول مجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى الاتحاد. وأكد وزير الخارجية في هذا المجال أن الاتحاد لن يمس من بعيد أو قريب سيادة أي من الدول الأعضاء أو أن يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية، وأشار في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة، إلى الدور الفاعل الذي لعبه مجلس التعاون في تعاطيه مع الأحداث والمستجدات التي عصفت بالعالم العربي منذ مطلع العام الماضي، حيث تعامل بروح المسؤولية للإسهام في أمن واستقرار الدول العربية التي كانت عرضة لهذه المتغيرات. وقال "جميعنا يتذكر أن جامعة الدول العربية عندما تحركت للتعامل مع مشكلة ليبيا، كانت دول المجلس في طليعة هذا التحرك. كما أن مساعي الجامعة العربية لحل الأزمة الطاحنة في سورية استندت إلى رؤى ومبادرات طرحتها دولنا على مجلس الجامعة في اجتماعاته المتتالية. ونشهد جميعا في أيامنا هذه عملية نقل السلطة باليمن، كل ذلك تم بناء على مبادرة خليجية هدفها الحفاظ على وحدة واستقرار وازدهار هذا البلد". وأضاف "هذه الإنجازات التي حققها مجلس التعاون على الساحة العربية جاءت في وقت تشهد فيه هذه الساحة مخاضاً عسيراً يمكن أن يتحدد بموجبه حاضرها ومستقبلها، وهذا في حد ذاته يشكل حافزاً لبذل مزيد من الجهد لتطوير الموقف العربي وأسلوب أداء الجامعة العربية مع قضايا المنطقة". وأكد وزير الخارجية حرص دول المجلس على تجنيب الدول العربية مخاطر التمزق والانقسامات، والتأكيد على أهمية استيعاب مطامح وتطلعات الشعوب في العيش بعزة وحرية وكرامة، بعيدا عن سياسات القهر والتنكيل. وقال "يأتي على رأس الموضوعات المعروضة على هذه الدورة متابعة تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته الثانية والثلاثين الذي رحب فيه قادة دول المجلس بالمقترح الذي تقدم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى أفق الاتحاد الخليجي. وجاء هذا المقترح انطلاقا من القناعة بما يمكن أن توفره وضعيه الاتحاد من نقلة نوعية في أداء المجلس بعد 32 عاما من التنسيبق والتكامل بين دول المجلس". وأشار إلى "عقد الهيئة المكلفة بدراسة هذا الموضوع اجتماعها الأول في 21 22 فبراير 2012، وأعدت تقريرها الأول المعروض أمام مجلسكم الموقر لتدارسه تمهيدا لرفعة في اللقاء التشاوري الرابع عشر لقادة دول المجلس". وتابع الأمير سعود الفيصل "إن مقترح الاتحاد ينطلق من قناعة راسخة بأن التحديات الماثلة أمامنا تستدعي مثل هذه النقلة لكي نكون أكثر تأهيلا ومقدرة لمواجهتها ككتلة موحدة". وأردف وزير الخارجية "المفترض في هذا الاتحاد المنشود أن يعتمد في بنيته وأدائه على رؤى وتوصيات نابعة من هيئات متفرغة ذات اختصاصات تطال المجالات الرئيسية في العمل المشترك، وبطبيعة الحال فإن جميع هيئات الاتحاد الفاعلة والمؤثرة ستكون مشكلة من ممثلين عن الدول الأعضاء، وستعمل وفق آلية عمل وبرامج زمنية متفق عليها، الأمر الذي لابد أن يسهم في تسريع وتيرة الأداء ويمكننا من التغلب على معوقات العمل المشترك". وأكد أن الاتحاد لن يمس من بعيد أو قريب سيادة أي من الدول الأعضاء، أو أن يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية، وأن المشروع الاتحادي لا يتعدى كونه وسيلة تتيح لدول المجلس إمكانية العمل من خلال هيئات ومؤسسات فاعلة ومتفرغة تتمتع بالمرونة والسرعة والقدرة على تحقيق ما يرسم لها من سياسات وبرامج.