واصلت القوات النظامية السورية قصفها لمدينة حمص لليوم الخامس والعشرين على التوالي أمس، فيما سقط نحو 92 قتيلا في قصف على حماة، وذلك غداة ارتكاب عصابات موالية لنظام دمشق مذبحة بحق 65 شابا من الهاربين من جحيم بابا عمرو. وقال الناشط محمد حماوي إن قوات الأمن اقتحمت بلدة حلفايا وقتلت 20 شخصا وأصابت العشرات، بعضهم حالته خطيرة. في غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خمسة أشخاص قتلوا في حي بابا عمرو الذي يتعرض لقصف متقطع فيما تدور اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة التي تسيطر على مناطق كبيرة من الحي. وأوضح الناشط عمر حمصي أنه تم العثور مساءَ أول من أمس على 65 جثة بالقرب من نقطة للجيش، مشيرا إلى أن القتلى كانوا يحاولون الفرار من بابا عمرو مطلع الأسبوع. وفي محافظة درعا ذكر المرصد أن خمسة من جنود الجيش النظامي قتلوا في حين أصيب ثلاثة بجراح في اشتباكات دارت بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل. واتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سورية في بيان أمس نظام بشار الأسد بارتكاب "مجزرة" بحق أسر نزحت من بابا عمرو، معتبرة ما حصل أول من أمس "جريمة حرب". وأكدت الجماعة في بيان أن "المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب بابا عمرو هي في إطاريها القانوني والإنساني جريمة حرب، من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية". وأوضح البيان أن "العصابات الهمجية أقدمت على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من بابا عمرو طلبا للنجاة من القصف الوحشي، ثم حشرتهم في حافلات خاصة بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة". وتابع "ثم قامت هذه القوات بانزال الشباب والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح 65 شابا بالسكاكين وبدم بارد كما تذبح الخراف". واعتبرت أن "الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من أي إدانة ومن أي استنكار. بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية". إلى ذلك أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص. وأضاف أن مجموعات الجيش الحر الموجودة على الأرض في داخل حمص "لديها حرية التفاوض" حول مسألة إجلاء الجرحى، وأن "هناك وساطات تتم معها عبر أشخاص"، مؤكدا أن "النظام هو الذي يحول دون إتمام العملية". ورأى الأسعد أن "استراتيجية النظام السوري تقضي بتصفية كل الجرحى"، مشيرا إلى "حصول مجازر في عدد من المشافي. وهو حتى يمنع وصول الغذاء إلى داخل حمص". وفي سياق متصل نقل الصحفي البريطاني بول كونروي الذي أصيب الأسبوع الماضي بجروح في قصف على حمص، إلى لبنان بعد منتصف ليل أمس، عبر معبر حدودي غير شرعي في الشمال. وأفاد ناشط محلي يساهم في عمليات نقل الجرحى أن "كونروي وأشخاصا كانوا يرافقونه دخلوا بعد منتصف الليل منطقة وادي خالد على دراجات نارية إلى بلدة حنيدر" المحاذية للحدود الشمالية مع حمص. ولم يعرف بعد مصير جثتي الصحفيين الفرنسي ريمي أوشليك والأميركية ماري كولفن اللذين قتلا في قصف طال الأربعاء الماضي منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي، كما لم تتوفر معلومات عن الصحفيين الغربيين الثلاثة الآخرين إديت بوفييه وخافيير إسبينوزا ووليام دانيالز.