تبدأ في إيران يوم الجمعة المقبل انتخابات تشريعية في مناخ غير مسبوق من التضييق على الحريات العامة. وتتنافس في الانتخابات مجموعتان تمثلان تياري الزعيم علي خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد، فيما لم تستطع المعارضة المشاركة في الأنشطة الانتخابية نظرا للإقامة الجبرية المفروضة على كل من مير حسين موسوي ومهدي كروبي، فضلا عن وجوه معروفة في المعارضة تقبع في سجون النظام أمثال مصطفى تاج زاده، وبهزاد نبوي، والدكتور محسن ميردمادي، وفيض الله عرب سورخي، والدكتور عبدالله رمضان زاده، والدكتور محسن أمين زاده، وأبوالفضل غدياني وجميعهم من أساتذة الجامعات. وتقول التقارير المسربة من إيران إن هناك نحو 900 من منظمي تحركات المعارضة ألقي القبض عليهم جميعا في الآونة الأخيرة دون تهم واضحة. ولم يقتصر القمع على اعتقال الأكاديميين والمنظمين للاحتجاجات، بل امتد إلى منع أي تنظيمات يشتبه في كونها تحمل أجندة معارضة لخامنئي مثل جبهة المشاركة الإسلامية الإيرانية ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية وحزب الثقة الوطنية. كما تم إسكات منظمات أخرى من داخل النظام، ولكنها لا تحمل رؤية مطابقة لرؤية القيادة مثل حزب دعاة البناء القريب من الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني وجمعية رجال الدين المقاتلين وجمعية مدرسي وطلبة قم والتحالف الوطني الديني والجبهة المتحدة. وطالت حملة الاعتقالات النشطاء من الجامعة مثل باهره هدايت وحسن أسدي زيد آبادي وعلى جمالي وشيفا نزار آهاري. وتم تسليم منظمتهم المسماة منظمة تحكيم الوحدة لأنصار النظام من أعضاء الحرس الثوري. وبالإضافة إلى اعتقال 42 صحفيا إيرانيا، فإن السلطات اعتقلت أيضا عددا من المفكرين والوجوه العامة من بينهم الدكتور أحمد زياد آبادي وكيفيان ساميمي وبهمان أحمدي ومسعود باستاني ومحمود دواري ومهدي محموديان وهنجماه شهيدي وفاطمة خيرأدماند. ويأتي ذلك في سياق مواجهات باتت مفتوحة الآن بين التيارين إذ يرغب أنصار خامنئي في منع أنصار نجاد من السيطرة على البرلمان بأي ثمن كان ولو كان ذلك هو اعتقالات عشوائية طالت أغلب مؤيدي الرئيس بالإضافة إلى الإصلاحيين. وفي المقابل فإن أنصار نجاد يسعون إلى السيطرة على أغلب المقاعد لمنع مؤيدي خامنئي من تنفيذ تهديدهم بإجبار الرئيس على ترك منصبه بدعوى مخالفته لصلاحيات المنصب ولقوانين البلاد. وفي الشأن النووي اتهم وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لنزع السلاح، الغرب بالكيل بمكيالين لدعمه إسرائيل. وأضاف " قلنا مرارا وتكرارا إن هناك خيارين للتعامل مع البرنامج النووي السلمي لإيران.. الأول التعامل والتعاون والتواصل، والثاني المواجهة والصراع".