لندن – «الحياة» – حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد من الانزلاق إلى «مسائل هامشية»، داعياً إياها إلى التزام شعارات الإمام الخميني، كما حضّ السلطات الثلاث على تقديم «تنازلات متبادلة» لتسوية خلافاتها. وأشاد خامنئي ب «الحضور الملحمي للشعب الإيراني في مسيرات يوم القدس العالمي» الجمعة الماضي، معتبراً أنه «يضاعف دوافع الشعوب من أجل الصمود والمقاومة». وشدد لدى استقباله نجاد وأعضاء حكومته، على أهمية «الخدمات التي قدمتها الحكومة»، لكنه حضها على «الالتزام بالشعارات والمناهج» التي على أساسها انتُخب نجاد عامي 2005 و2009، قائلاً: «المبادئ والقيم التي كان يلتزم بها الإمام الخميني، والتي عززت شعبيته لدى الشعوب، تشكّل الشعارات الأساسية للحكومة التي يجب الالتزام التام بها». ودعا الحكومة إلى الإعلان عن «إنجازاتها، لا سيما في الاقتصاد»، كما طالبها بتقبّل «نقد النخب لأدائها»، محذراً إياها من الانزلاق إلى «مسائل هامشية». وحض خامنئي على «التنسيق بين السلطات الثلاث، والتعاون في ما بينها لتسوية المشاكل»، قائلاً: «إذا كان ممكناً تقديم بعض التنازلات، يجب التنازل وتسوية المشكلة، ويجب أيضاً الاستفادة من أسلوب الحلّ الودي في القضايا التي يمكن تسويتها بهذا الشكل». إلى ذلك، تبيّن أن لائحة السجناء المئة «المتهمين بارتكاب جرائم أمنية» الذين أعلن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي أن خامنئي «وافق على العفو عنهم»، لا تضم أسماء قياديين إصلاحيين بارزين أو صحافيين اعتُقلوا بعد انتخابات الرئاسة عام 2009. وسيبقى في السجن القياديون الإصلاحيون محسن مردامادي وعبدالله رمضان زاده ومصطفى تاج زاده وبهزاد نبوي والباحث الديني أحمد قابل، وعبدالفضل غدياني (66 سنة)، وهو أقدم سجين سياسي في إيران. ولن يُفرج أيضاً عن الصحافيين أحمد زيدبادي ومحمد دواري ومهدي محموديان، والناشطين الجامعيين عبد الله مومني وبهاري هدايات ومجيد توكلي، إضافة إلى المحامية نسرين سوتوده وآخرين. وبين المفرج عنهم، الناشط الجامعي ميلاد أسدي والطبيب أراش علائي، شقيق الطبيب كميار علائي، وهما خبيران في مرض فقدان المناعة المكتسبة (إيدز) اعتُقلا في حزيران (يونيو) 2008 واتُهما بالارتباط بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي). وحُكم بسجن أراش 6 سنوات وكميار 3 سنوات، والذي أُطلق قبل شهور. على صعيد آخر، دشن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي خط إنتاج قاذفات صواريخ مضادة للدبابات والدروع، مشيراً إلى أنها «مخصصة لتدمير الدبابات والمدرعات ومستودعات الأسلحة وخطوط الدفاع الأمامية». وقال: «هذا السلاح سهل الاستعمال ويتمتع بقدرة قتالية كبيرة ويتميز بدقة الإصابة، ويمكن الاستفادة منه في الحروب النظامية وغير النظامية». أتى ذلك بعد إقرار مسؤول بارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن إسرائيل لن تكون قادرة بضربة واحدة، على وقف سعى إيران إلى صنع سلاح نووي. وقال: «لا نتحدث عن العراق أو سورية، حيث يمكن أن تؤدي ضربة واحدة إلى تعطيل البرنامج» النووي. ويشير بذلك إلى تدمير إسرائيل بغارة جوية واحدة عام 1981 مفاعل تموز النووي العراقي، وقصفها موقعاً سورياً عام 2007 رجحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يكون مفاعلاً نووياً قيد البناء. وأضاف: «بالنسبة إلى إيران، الوضع مختلف. لا حل سحرياً تستطيع أن تستخدمه وينتهي الأمر».