ثمن عدد من الأدباء والمفكرين من ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة "جنادرية 27" اللفتة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإلغاء أوبريت الجنادرية الغنائي لهذا العام، تضامناً ووقوفاً مع الأشقاء في الدول العربية التي يشهد بعضها أحداثا مؤلمة. وأكد المفكرون والأدباء أن خادم الحرمين الشريفين أراد بهذه اللفتة أن يشعر الجميع أن المسلم أخو المسلم ولا يمكن أن ينعم بالحياة ما دام أخ له في الإسلام يتعرض للأذى أو الاضطهاد. وتوجه عضو رابطة الكتاب واتحاد الكتاب العرب رئيس منتدى جماعة درب الحضارات في الأردن نايف النوايسة بالشكر لخادم الحرمين الشريفين لإلغاء أوبريت الجنادرية استجابة لكل خلجات النفس العربية التي تتمعر الآن بسبب سيل الدم على الأرض العربية بلا جريمة"، مشيراً إلى أن هذا الموقف الإنساني هو جوهرة هذه الجنادرية. وعبر عن الشكر لكل الذين أعطوا هذا المهرجان قيمته الحقيقية في مسار الحركة الثقافية العربية والعالمية. وأوضح أن قرية الجنادرية الوادعة قدمت علامة على الطريق بأن التراكم الحضاري إن لم يتمكن من تجذير هذه الحضارة فإن شجرتها ستتحول إلى حطبة تتقاذفها الرياح من جهة إلى جهة، خصوصا في ظل طوفان العولمة الذي يهشم الخصوصيات الحضارية. أما الأستاذ الجامعي والكاتب في صحيفة الرأي العام السودانية الدكتور هاشم الجاز فأشاد بالخطوة الأبوية لخادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى سمو هذه المشاعر التي عبر عنها تجاه ما يحصل في عدد من الدول. وأكد أن مهرجان الجنادرية يعد الآن من أهم المهرجانات الفكرية والثقافية والأدبية على مستوى البلاد العربية والإسلامية. وقال الجاز إن ما سمعته في السابق عن الجنادرية ارتبط في مخيلتي بالعرضة السعودية وسباق الهجن وربما الشعر الشعبي، إلا أن الجنادرية أضحت الآن معلماً من المعالم الثقافية التي ينتظرها كل مثقف في كل عام، وها أنا اليوم أحضر المهرجان في دورته الحالية لأرى هذا التغير الذي طرأ على المهرجان. والعرب والمسلمون ينتظرون الحوارات والنقاش الذي ستفضي إليه منتديات وملتقيات المهرجان لهذا العام على الرغم مما تعانيه الشعوب التي تكافح من أجل أن تنتصر على من يقتلها وينكل بها. من جهته، قال أستاذ قسم اللغة العربية بجامعة شيخ انتا جوب في السنغال الدكتور بابا كار إن هذه الخطوة بإلغاء الأوبريت كانت متوقعة من خادم الحرمين الشريفين، لأننا نعرف موقفه من هذه الأحداث التي تدمي القلب وتؤثر على مشاعرنا. ولقد هزنا هذا الخبر الأبوي، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز له مكانة كبيرة في العالم العربي والإسلامي. ونوه بابا كار بالموضوعات التي يطرحها المهرجان الوطني للتراث والثقافة في كل عام، مؤكداً أن موضوعات هذا العام تكتسب أهمية، خاصة فيما يتعلق بموضوع مهم وهو جدلية المثقف وموقفه من السلطة. ورأى أن ما يحدث في الجنادرية دليل على أن المملكة العربية السعودية دولة منفتحة ترحب بالحوار بين المثقفين. من جانبه، أكد المفكر اللبناني مهدي الأمين أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة يسعى إلى ترسيخ مفهوم الحوار الذي لابد أن يسعى الجميع إلى ترسيخه وخاصة في الوقت الحاضر. وأكد أهمية أن يرسّخ المهرجان الذي يضم عدداً كبيراً ومتنوعاً من المفكرين من مختلف أنحاء العالم وخاصة العالم الإسلامي مفهوم الحوار وثقافة الحوار حتى نستطيع من خلاله أن نفهم الآخر ويفهمنا الآخر أيضاً. ولفت النظر إلى أن الجنادرية تتجدد عاماً بعد آخر، مؤكداً أن القائمين على المهرجان يقدمون لضيوفه في كل عام لوحة من اللوحات التراثية المتجددة.