وزعت السعودية مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية لسورية بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة مساءَ أول من أمس. وظهرت المسودة الجديدة في الوقت الذي كرر فيه مستشاران للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيرا من أن هجمات حكومة دمشق على المدنيين قد تكون بمثابة جرائم في حق الإنسانية. ويطالب مشروع القرار المقترح في الجمعية العامة للأمم المتحدة، نظام الرئيس بشار الأسد بوقف عمليات القتل اليومي التي يرتكبها ضد أبناء شعبه. كما يركز القرار على ضرورة مساعدة الشعب السوري في محنته الحالية وتقديم المعونات الإنسانية له، والعمل على إعادة بعثة المراقبين العرب إلى سورية لرصد الموقف ميدانيا، وحث كل الأطراف على وقف عمليات العنف ودعم خطة الجامعة العربية وتعيين مبعوث دولي خاص لسورية أمين عام المنظمة الدولية. ويهدف القرار أيضا إلى دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه المذابح في سورية وإظهار أن عزلة مواقف الأطراف الدولية تدفع إلى استمرار تلك المذابح. كما يستهدف القرار بلورة ضغط دولي جديد على دمشق ومنح الأممالمتحدة فرصة لإعادة الثقة إليها وسط شعوب العالم. وفي خط موازٍ يكثف جهود الدول الإسلامية لوقف المأساة السورية، بدأ وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوجلو في واشنطن سلسلة من اللقاءات التمهيدية قبل بدء اجتماعاته بكبار المسؤولين الأميركيين غدا. وقال الوزير خلال حفل عشاء حضره عدد من أعضاء الكونجرس، إنه سيقدم مجموعة من الأفكار إلى نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون حين يجتمع بها. وأضاف "نبحث عن خطوات خارج إطار مجلس الأمن الذي عرقل الفيتو الروسي الصيني قراره السابق. وفي غضون ذلك تستمر الجهود الدولية للإعداد لمؤتمر دولي بشأن سورية مع احتمال استضافته في تركيا أو المغرب أو فرنسا. وكرر أوجلو بعض نصوص القرار السعودي المقترح من ضرورة تقديم المجتمع الدولي لمساعدات فورية للشعب السوري. وقال إن خمس الجيش السوري قد انشق عن النظام، موضحا أن عدد المنشقين وصل إلى 40 ألف جندي. وتابع "إن الأسد يقاتل الآن ضد شعبه. وليس بوسعنا أن نقف ونتفرج كما فعل العالم في سيراييفو". إلى ذلك أوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون اجتماعاً تنسيقياً حول سورية اليوم في القاهرة ، وذلك قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر لمناقشة الأوضاع في سورية. وقال إن دول مجلس التعاون "تطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته لحماية المدنيين ووقف إراقة دماء الشعب السوري ودعم قرارات مجلس الجامعة العربية بشأن الوضع في سورية".