شهدت سورية أمس يوما أكثر دموية مع مقتل وإصابة العشرات بانفجارين في حلب، إضافة إلى مقتل آخرين في توغل لدبابات الجيش السوري في حمص. وتزامن ذلك مع تظاهرات شهدتها معظم المدن والبلدات السورية في جمعة "روسيا تقتل أطفالنا". وأعلن ناشطون أن 25 شخصا قتلوا فيما أصيب 175 بجروح في التفجيرين اللذين وقعا بحلب. وفيما ذكر التلفزيون السوري أن الانفجارين استهدفا "فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب، حمل الجيش السوري الحر ومعارضون، النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين. وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي في اتصال "النظام القاتل يقتل أطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الأنظار عما يرتكبه". واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي النظام السوري "بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق" التي وقعت في السادس من يناير 2012. في حمص، قتل أربعة أشخاص بينهم طفلان في حي بابا عمرو، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل آخران في حي باب السباع. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "دبابات دخلت حي الإنشاءات وتقوم بالتنكيل بالأهالي". وأشار إلى أن "القوات استقرت في مبان هجرها أهلها" هربا من القصف المستمر منذ السبت الماضي والذي أوقع مئات القتلى، ودخلت منازل أخرى مأهولة، وعمدت إلى تحطيم محتوياتها وأثاثها وسيارات متوقفة قربها. وقال إن القصف مستمر على عدة أحياء في حمص بشكل متقطع. ووصف عبد الرحمن الوضع الإنساني في المدينة بأنه "سيئ جدا"، وقال "إن الأهالي يؤكدون أن لا إمكانية لإدخال مواد طبية وغذائية إلى المنطقة"، وإن "سكان حي الخالدية وحي بابا عمرو لا خبز لديهم". وكانت المعارضة دعت على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" إلى التظاهر تحت شعار "روسيا تقتل أطفالنا"، وذلك احتجاجا على الفيتو الروسي في مجلس الأمن. وسارت التظاهرات في دمشق وريفها وفي حي الوعر في حمص بعد صلاة الجمعة، وفي محافظة درعا، واللاذقية وبانياس الساحليتين وإدلب. وذكر المرصد أن "عدد قوات الأمن في بانياس فاق عدد المصلين في بعض المساجد". وفي حصيلة للضحايا نتيجة أعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد، قتل الجمعة 14 شخصا، بينهم ستة في حمص. كما قتل خمسة آخرون في اشتباكات بمدينة الضمير في ريف دمشق بين قوات نظامية اقتحمت المدينة ومجموعة منشقة. في حلب اغتال مجهولون القيادي في الحركة الطلابية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي المعارض الطبيب شيرزاد رشيد (25 عاما). وفي جنيف قالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان أمس إن المسؤولين السوريين المشتبه في ارتكابهم أو إصدارهم أوامر بشأن جرائم ضد الإنسانية يجب أن يواجهوا المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في بيان "نعتقد وقلنا ذلك وسنكرره دائما إن قضية سورية من اختصاص المحكمة الجنائية. سيرسل ذلك رسالة قوية جدا جدا إلى أولئك الذين يديرون الأحداث". وأضاف أن بيلاي ستتحدث أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سورية التي ستعقد في نيويورك بعد غد. وتابع "أعتقد أنهم يدرسون إصدار قرار ولكني لا أعرف مضمونه".