رفضت القيادة الفلسطينية اقتراحات اللجنة الرباعية الدولية بشأن تقديم إسرائيل إجراءات ل "بناء الثقة" للموافقة على استئناف محادثات السلام طالما أنها لا تستند إلى التزام سياسي بوقف الاستيطان وحل الدولتين. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف للإذاعة الفلسطينية إن الإجراءات المقترحة لا ترتقي إلى ما هو مطلوب لفتح أفقٍ سياسي على صعيد ما تتحدث عنه الجهات الدولية. قائلاً إن الحديث عن المقترحات لا يتضمن سوى إفراج إسرائيل عن أعداد قليلة من المعتقلين ووقف عمليات المداهمة والاعتقال وإزالة حواجز عسكرية في بعض مدن الضفة الغربية إلى جانب إجراءات بسيطة تتعلق بموافقة تل أبيب على لم شمل عائلات فلسطينية، مشيراً إلى أن الرئيس عباس أبلغ أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون والمبعوث الأميركي ديفيد هيل نهاية الأسبوع الماضي أن الأساس عند وجود صعوبات سياسية لا يتعلَّق بمثل هذه الإجراءات بل بفتح أفقٍ سياسي جديد يستند إلى وقف الاستيطان وحل الدولتين وفق حدود عام 1967. وعزا أبو يوسف استمرار تعثر عملية السلام إلى "الفشل الذريع لدول العالم في الضغط على تل أبيب لوقف الاستيطان والعدوان الشامل ضد الشعب الفلسطيني وإلزامها بالاعتراف بالحدود الدولية المعترف بها". من جانب آخر غادر رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية الدوحة متوجهاً إلى المنامة قبيل ساعات معدودة من وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للتباحث في إتمام عملية السلام والمصالحة، في ما يبدو أنه إشارة لوجود خلاف بين قادة حماس على موضوع المصالحة الوطنية مع حركة فتح. ولم تقدم الحركة تبريراً للأسباب التي دعت هنية لعدم تمديد زيارته إلى الدوحة التي استمرت 3 أيام، علماً بأنه لم يسبق له أن التقى عباس منذ 2007 وإن كانا تحادثا على الهاتف مرات قليلة. ويشير مسؤولون في حركة فتح إلى أن مشعل وبعض القادة الآخرين يبدون حرصهم على تنفيذ المصالحة وتفهمهم لمواقف عباس في ظل المعوقات الإسرائيلية، بينما لا يبدي القادة في غزة أي جدية مماثلة وينتهزون أي فرصة لمهاجمة القيادة الفلسطينية واتهامها بالفشل. من جانبه أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن لقاء عباس ومشعل "سيبحث في ملف تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومتابعة نتائج اجتماع لجنة منظمة التحرير الذي عقد مؤخرًا في الأردن، إضافة إلى بحث الوضع السياسي العام". وبدوره حمَّل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد حماس بعدم الجدية، وقال ل "الوطن" المسؤولون في غزة لم يطبِّقوا عملياً شيئاً مما تم الاتفاق عليه في القاهرة"، وهي الاتهامات التي رفضها المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري. ومن المنتظر أن يبحث اجتماع اليوم إطلاق المشاورات لتشكيل حكومة كفاءات مهنية وتحديد موعد لاجتماع لجنة منظمة التحرير الذي تسميه بعض الفصائل "الإطار القيادي المؤقت".