توقعت مصادر أميركية قيام إسرائيل بضربة عسكرية ضد مواقع نووية إيرانية في الربيع المقبل، مشيرة إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في وقت سابق بأن تأخير موعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية قد يكون خطأ فادحاً لأن ذلك سيعني صعوبة وقف البرنامج في فترة لاحقة. ونقل عن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال حضوره مؤتمر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل أن إسرائيل أوضحت عزمها على ضرب إيران. غير أن بانيتا رفض الإفصاح عن موقف واشنطن من التقارير التي أشارت إلى أن إسرائيل قد توجه الضربة المتوقعة في أبريل أو مايو المقبلين. وألمح مسؤولون بإلادارة الأميركية، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" أول من أمس، إلى أن الولاياتالمتحدة قد لا تتدخل إذا ما نشبت حرب بين إيران وإسرائيل إلا إذا هاجم الإيرانيون مسارات ناقلات النفط في الخليج، أو القوات الأميركية في المنطقة، أو المدن الإسرائيلية. وأظهر باراك نقطة الخلاف بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حول تسلسل خطوات البرنامج النووي الإيراني. فالولاياتالمتحدة وإسرائيل متفقتان على أن هناك خطا أحمر لا ينبغي لإيران عبوره إلا أنهما مختلفتان حول موضع هذا الخط. فإسرائيل ترى أن الخط ينبغي أن يسبق قيام إسرائيل بنقل تجهيزاتها النووية إلى مكان مثل فوردو لا يسهل النيل منه، فيما ترى واشنطن أن ذلك الخط يقع عند اللحظة التي تنتقل فيها إيران من نسبة تخصيب 20% إلى نسبة أعلى، إذ لا يوجد أي سبب عملي لتخصيب اليورانيوم إلى أعلى من ذلك غير صنع سلاح نووي. وعلى الرغم من كل تلك الجلبة حول احتمالات ضرب إسرائيل لإيران فإن عسكريين أميركيين قالوا إنهم لم يرصدوا أي تحركات إسرائيلية عسكرية استثنائية توحي بأن إسرائيل تستعد حقا لمثل تلك الضربة. وترى واشنطن أن الضربة المقترحة يمكن أن تؤخر برنامج إيران النووي عامين أو ثلاثة أعوام، لكنها ستمنح الإيرانيين مبررا لصنع سلاح نووي بدعوى الدفاع عن أنفسهم بعد تلك الضربة. وتعتقد إدارة الرئيس باراك أوباما أن الموقف الصائب هو تركيز الجهود الدولية على فرض عقوبات مشددة ضد طهران لإقناعها بأن كفة تكاليف صنع سلاح نووي تثقل كثيرا كفة العدول عن تلك الخطوة والتوصل إلى اتفاق ينهي أزمة الملف النووي مع المجموعة الدولية. ومن غير المفهوم كيف تحيط إسرائيل نواياها بضرب إيران بهذا القدر من العلنية على الرغم من أنها لم تعلن مسبقا عن ضرب المفاعل العراقي مثلا في الثمانينيات، بل قامت بضربه دون إبلاغ الإدارة الأميركية آنذاك ما أدى إلى أزمة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس رونالد ريجان في ذلك الوقت. في المقابل، حذر المرشد الديني في إيران علي خامنئي الولاياتالمتحدة وإسرائيل أمس من شن هجوم عسكري محتمل على مواقع نووية ببلاده، وتوعد بالرد على أي عقوبات تستهدف قطاع النفط. وقال في خطبة الجمعة بطهران "إن التهديدات ستنقلب لغير صالحهم. لدينا أيضا تهديداتنا الخاصة التي ستنفذ في اليوم المناسب إن كان ذلك ضروريا". وأضاف في كلمته بمناسبة الذكرى 33 لثورة 1979 "هددونا بالقول إن كل الخيارات مطروحة، لكن أي حرب ستكون مسيئة بعشرة أضعاف أكثر للولايات المتحدة من تهديداتها". وتزامنا مع تصريحات خامنئي، أطلقت إيران بنجاح أمس قمرا صناعيا صغيرا اختباريا للمراقبة إلى الفضاء، هو الثالث منذ 2009، بحضور الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حميد فاضلي "تم إطلاق القمر الصناعي نويد بنجاح وسيوضع في مدار على ارتفاع 250 الى 370 كلم. وأن القمر يزن 50 كلج وأطلق بواسطة صاروخ سفير تم تحسينه بزيادة قدراته بنسبة 20%". إلا أن وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير حذر إسرائيل من شن ضربة عسكرية ضد إيران. وأوضح في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية أمس، "الوضع الخاص بموضوع إيران وبرنامجها النووي مثير للقلق. لكننا نحذر إسرائيل من المغامرة". من جهة أخرى، كشفت مجموعة من 17 عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس عن مشروع قانون يدعو لمنع الشركات التي تتاجر في النفط الإيراني من شراء الخام من الاحتياطيات الإستراتيجية الأميركية في مسعى لدعم العقوبات الجديدة لتقييد إيرادات إيران النفطية.