غادر محبو عروس البحر الأحمر أرضها أمس على متن 131 طائرة حملتهم من جدة إلى مدنهم. غادروا وهم مجبرون على حد تعبير من التقت بهم "الوطن" في صالة المغادرة، قائلين إنهم يتوقون للعودة إليها، والاستمتاع بأحضان دفئها، حيث أجبرتهم عودة أبنائهم إلى المدارس اليوم على فراق جدة. وعجت صالة الانتظار أمس بنحو 300 شخص لم يكن لديهم حجوزات مؤكدة مسبقا، يبحثون عن مقاعد انتظار، في الوقت الذي غادرت فيه 23 رحلة طيران صوب العاصمة الرياض منذ فجر أمس، آخرها كانت في الساعة 4 فجر اليوم، منها 3 رحلات إضافية. ويقف في ركن بعيد يوسف الحسون الذي يبحث عن رحلة إلى القصيم، حيث رفض تحميل موظفي حجوزات الانتظار مسؤولية عدم حصوله على حجز مؤكد، إلا أنه يرى أن المشكلة في عدم توفر عدد مناسب من الرحلات يواكب عدد المسافرين اليومي. فيما يفتح الموظف الحكومي إبراهيم المطيري، الذي يبحث عن رحلة للعودة إلى الرياض بمفرده، بابا آخر، ويقول "لا يوجد نظام في منطقة الانتظار لقلة الموظفين وعدم وجود ترتيب وآلية جيدة لاستقبال المسافرين، كما أنني منذ أكثر من أسبوع وقبل أن أغادر الرياض كنت أجتهد للحصول على حجز مؤكد للعودة، مما اضطرني للقدوم إلى جدة ومواصلة المحاولة لحجز العودة الذي لم أوفق به حتى الآن". "الوطن" حملت معاناة المسافرين إلى مشرف الصالة الجنوبية بالمطار محمد العمودي، الذي أكد أن الرحلات القادمة والمغادرة لا توجد فيها أية مشاكل وأن جميع الرحلات الداخلية والخارجية تسير في مواعيدها، فيما يوجد عدد من المسافرين أكثرهم يبحثون عن حجوزات إلى الرياض. من جهته، أكد المدير المناوب للخدمات بالخطوط السعودية بالصالة الجنوبية سامي الصخيري، أنه تم أمس تسيير 131 رحلة داخلية ودولية من مطار جدة إلى مختلف المدن والمطارات المحلية، وبعض العواصم العالمية، منها 23 رحلة إلى الرياض فقط، الذي يشكل مع مطار الدمام أكثر محطتين بعدد الركاب، مشيرا إلى أن عدد المسجلين على الانتظار في المطار أمس حتى الخامسة والنصف مساءً وصل إلى 321 شخصا، كما أن آخر رحلة انتظار تم تسييرها تتسع ل 358 راكبا وموعدها منتصف الليل، فيما تغادر آخر رحلة مجدولة من جدة إلى الرياض في الرابعة فجر اليوم.