"غريب ما يفعله هذا الطالب الذي أعرفه جيداً، إنه أحمد الذي ما كان ليقوم بذلك في الأيام المعتادة"، تلك كانت كلمات المعلم سعود المالكي وهو يشير بيده إلى أحد طلابه الذي كان منهمكاً في فاصل من التفحيط بالباحة قريبا من مدرسته، بعد انتهاء فترة الاختبار. ويضيف المالكي "عهدته لطيفا وهادئا، ولم يكن متفوقاً كثيراً في دراسته إلا أنه لم يكن سيئاً أيضا، لا أشك أن مرافقيه هم سبب ذلك". وقال المالكي ل"الوطن" أمس، إننا نرى كثيرا من هذه الممارسات، ولكنها ارتبطت بنوعية معينة من الطلاب معروفين سلوكياً ومستواهم الدراسي المتواضع ليس خافياً أيضا، ما فعله ذلك الطالب يبقى واقعا، ولكنه يتحول في فترة الاختبارات إلى ممارسات تجمع طلاب من أهواء شتى. ورصدت "الوطن" بخلاف "التفحيط" سلوكيات تظهر في فترة الاختبارات وظواهر أصبحت حكراً كرمي وتمزيق الكتب أمام المدارس، والكتابة على الجدران القريبة من قاعات الاختبار، والشجار، وتمزيق الطلاب لملابسهم وخاصة "الجيوب" خلال الأيام الأخيرة للدراسة. من جانبه، يرى الاختصاصي الاجتماعي أحمد السعيد أن ما يقوم به بعض الطلاب في فترة الاختبارات لا يعبر بالضرورة عن الشخصية الحقيقية لهم، فالضغوط التي يواجهونها في تتابع الاختبارات، والتعثر الذي يتعرضون له في بعضها، وعدم وجود البيئة المناسبة في بعض البيوت وغيرها، ينتج عنها بعض السلوكيات المستغربة والخاطئة فقط، للتنفيس عما يتعرضون له من ضغط عصبي يتجاوز قدراتهم العمرية. وأكد أن من الضروري معالجة الأمر من جذوره، وتجفيف أسبابه بالتعامل الأمثل الذي يكفل لنا طلابا أكثر قدرة على التعامل بتركيز عال مع فترة مهمة مثل الاختبارات. وفي السياق ذاته، أشار المواطن حسين الفهيد "ولي أمر" إلى أنه يلاحظ سلوكيات غير معهودة على ابنه سعد، الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي خلال فترة الاختبارات. وقال: أصبح ابني قليل المخالطة لنا، وأعتقد أن كونه في السنة النهائية من الدراسة الثانوية تسبب له في مزيد من القلق، ولكن ما أزعجني هو حديث بعض الجيران لي عن مشاركته لبعض المتهورين في ممارسة التفحيط بعد الخروج من الامتحان، وأنا محتار من مصارحة ابني بما يقال دون التأكد منه، وما قد يسببه ذلك من ردة فعل عكسية في وقت صعب عليه، لذلك آثرت حالياً الصمت لحين آخر.