أكد فنانون مصريون أن الوقت ما زال مبكراً لتقديم عمل فني درامي ضخم يتناول ثورة "25 يناير"، ويتناسب وقيمة هذا الحدث، لافتين إلى أن ذلك يحتاج إلى سنوات، وأشاروا إلى أن جميع الأعمال التي تناولت أحداث الثورة سواء كانت أفلاماً أو مسلسلات، ما هي إلا مجرد ركوب ل"الموجة"، ولم يكن الهدف منها إلا كسب تعاطف الجمهور. وقال الفنان هشام سليم إن تقديم عمل فني يليق بالثورة لن يخرج إلى النور قبل 5 سنوات على الأقل، مشيراً إلى أن بعض الأعمال التي تطرقت لثورة يناير ما هي إلا محاولة لجذب تعاطف الجمهور، بعيدا عن أي عمل فني حقيقي. وأضاف أنه رفض المشاركة في كل الأعمال التي عرضت عليه وتتناول أحداث الثورة، وكان آخرها مسرحية "الديكتاتور"، مشيراً إلى أن الثورة لم تنته بعد، ومن ثم فلن يشارك في أي عمل يتعلق بالثورة من قريب أو من بعيد، إلا بعد تحقيق أهداف الثورة. وأكد الفنان محمود ياسين أن مصر لديها كل المقومات التي تؤهلها لإنتاج عمل فني ضخم يليق بثورة يناير، إلا أن المشكلة تكمن في كتابة العمل نفسه، لافتاً إلى أن كتابة عمل فني عن ثورة يناير لا بد أن يرضي طموح شعب عظيم، قام بثورة يتحدث العالم عنها بكل فخر واعتزاز، مؤكداً أنه عندما يكتب السيناريست فكرة، فهي تحتاج لأن تكتب على الأقل 10 مرات حتى تخرج بصورة جيدة. وتقول الناقدة والسيناريست ماجدة خير الله "مازلنا نعيش الحدث، والثورة لم تنته، مشيرة إلى أن جميع الأفلام الجيدة التي تناولت ثورة "23 يوليو"، قدمت بعد الثورة بسنوات عديدة، وكان أبرزها "رد قلبي"، و"غروب وشروق" وغيرهما، وجميعها أعمال فنية تركت أثراً كبيراً في تاريخ السينما المصرية، واعتبرت أن أي عمل يقدم حالياً عن ثورة يناير سيكتب له الفشل، ولن يكون سوى محاولة بائسة لتحقيق نجومية زائفة. من جانبه أكد الكاتب والسيناريست محمد صفاء عامر أن من يُقدم حالياً على كتابة أي عمل يتناول ثورة يناير، يعد شخصا يركب الموجة لأن الصورة لم تكتمل حتى الآن. إلى ذلك وفي أعقاب اندلاع ثورة "25يناير"، خرج العديد من الأعمال الفنية سواء أفلام أو مسلسلات تطرقت للثورة، وحتى وإن كان موضوع العمل بعيداً تماماً عن الثورة، إلا أنها فشلت ولم تلق قبولاً من النقاد أو حتى الجمهور، واعتبره البعض "تمسح" بالثورة. ولم يلق فيلم "صرخة نملة" للفنان عمرو عبد الجليل أي نجاح يذكر إذ لم تتجاوز إيراداته حاجز ال2.3 مليون جنيه، رغم أنه عرض بعد اندلاع الثورة بأربعة أشهر، وكذلك فيلم "الفاجومي" رغم أن بطله من ثوار التحرير، وهو الفنان خالد الصاوي، وفيلم "أمن دولت" لحمادة هلال الذي أقحم المخرج في آخر مشاهده بعض المشاهد الحية من ميدان التحرير خلال ال 18 يوما الأولى من الثورة، مما أضعف السياق الدرامي للفيلم، وهاجمه النقاد. وكذلك العديد من المسلسلات التي تطرقت للثورة من بعيد، ومسلسلات أخرى قامت أساسا على ثورة يناير، أبرزها مسلسل "المواطن إكس"، الذي تباينت الآراء بشأنه، وهناك مسلسل "خاتم سليمان" الذي تضمنت حلقاته الأخيرة بعض مشاهد الثورتين التونسية والمصرية، ومسلسل "لحظة ميلاد".