يكتشف البعض حب التمثيل بعد أن يتقاعدوا عن العمل، ويقول الخبراء "إنه لا يهم إن كانوا يمثلون في أدوار مسرحية كلاسيكية أو حديثة، حيث إن التمثيل يمنح الأشخاص الثقة ويحتفظ بعقولهم فتية"، حسبما أكدت تانيا إيبرهارت من الرابطة الألمانية لمسارح الهواة. وتقول إيبرهارت "إن مسرح كبار السن في ألمانيا آخذ في الازدهار. وينتمي لعضوية الرابطة نحو 70 مجموعة مسرحية، وثمة اتجاه لمزيد من النمو، وبغض النظر عن نوعية المسرحيات التي يشارك الأعضاء في تمثيلها سواء كانت لشكسبير أو كوميدية أو درامية فإن سعادة كبار السن المشاركين تتزايد بشكل مستمر، كما يتزايد حاليا عدد المسرحيات التي يكتبها المسنون بأنفسهم". وتوضح مونيكا فينجرهوت، وهي عضو في مجموعة عمل في إطار الرابطة الألمانية لمسارح الهواة فرع مسرح المسنين أن مدى المشاركة واسع، وكل المكونات الفنية والاجتماعية للمسرح هي التي تجعله رائجا بين كبار السن، ذلك لأن المسرح يمكن أن ينجح فقط وسط مجموعات فهو يتيح شبكة للتواصل في مواجهة الوحدة. ويتجمع الأفراد الذين ينتمون إلى مشهد مسرح المسنين في ألمانيا سنويا في بلدة شينفيلد بالجنوب الألماني للمشاركة في منتدى لمسرح المسنين الأوروبي. ويسعى الممثلون والممثلات المشاركون إلى تعميق معرفتهم بالمسرح والعمل مع المخرجين القدامى والجدد أو هؤلاء الذين لديهم خبرة بالفعل. وتطويرا لتجربة منتدى بلدة شينفيلد عرضت الرابطة الألمانية لمسارح الهواة برنامجا للتأهيل لمسرح المسنين تدعمه وزارة الأسر الألمانية. فرقة المسرح التجريبي، وهي إحدى مجموعات مسرح المسنين القديمة في ألمانيا مثلت مسرحية قصيرة من تأليف أعضائها باسم "المرأة تصبح جميلة في المطبخ". وتقول المتحدثة باسم مجموعة إيفا بيتنر "إننا ظللنا مجموعة مسرحية متنقلة لمدة 30 عاما ونقدم عروضا يمثلها المسنون من أجل المسنين". واتضحت الأهمية المتزايدة لمسرح المسنين والقيمة المتنامية لكبار السن في مهرجان نظم تحت رعاية مؤسسة كويربر في هامبورج. وتوضح كارين هايست، وهي إحدى الشخصيات المنظمة للمهرجان أنه "على عكس شركات الفرق المسرحية التي تعمل من أجل الربح فإن مجموعات مسرح المسنين لا تضع في صدارة اهتماماتها النوعية الجمالية أو كم العمل والتدريب الذي يبذل في الأداء والإخراج، ولكن الاهتمام يكون أكثر بالإمكانات الخاصة بالتقدم في العمر بالنسبة للممثلات والممثلين غير المحترفين من عملية التدريب". ويعزز المسرح كلا من القدرات البدنية والذهنية ويخلق خبرات ناجحة ويشجع على تقدير الذات. وتقول هايست إن عرض تجارب المرء الشخصية في الحياة وشخصيته داخل المسرحية يعد أيضا وسيلة للمشاركة مع الآخرين وسط مشهد اجتماعي، وبالتالي "فليس من العجيب أن يكتشف مزيد من كبار السن الرغبة في التمثيل".