بدأ أصدقاء الفتاة السعودية الراحلة ريما محمد هاشم نواوي، أو "مدرسة التفاؤل" في قهر مرض السرطان الخبيث، كما يطلق عليها ناشطو "الإعلام الجديد" في "فيس بوك" و"تويتر" في إعداد أول فيلم تسجيلي لها بعد رحيلها في الأول من ديسمبر 2011 سيبثه موقع "الفيديو العالمي" المسمى "فيميو" على شبكة الإنترنت في الشهر المقبل. فريق العمل الفني أحب أن يسطر حياة "ريما نواوي" على طريقة الأفلام الوثائقية البارزة للشخصيات المؤثرة، ولكن بطريقة مختلفة من حيث الشكل الفني، والنص الدرامي المؤثر، ويقول رئيس المجموعة والمخرج في ذات الوقت نعمان سونا إلى "الوطن" أن "عمليات تنفيذ وإخراج الفيلم ستكون بشكل مختلف عما يتم في صنع الأفلام الوثائقية، حيث سنركز على الفعل والتأثير الإيجابي الكبير الذي صنعته ريما رحمها الله فيمن حولها". ويضيف: " لن يكون التسجيل على مستوى دائرتها الأسرية القريبة، بل على مستوى مرضى السرطان الذين مثلت لهم ريما منبعا للتفاؤل الكبير في التعامل مع هذا المرض الخبيث". فريق التنفيذ الفني الذي سيخرج الفيلم القصير بمدة زمنية لا تتجاوز ال 15 دقيقة، يعمل بجهود ذاتية، أو كما وصفها سونا باللغة العامية الدارجة "بالقطة"، تعبيراً عن وفائهم لريما بعد رحليها. سيقدم الفيلم الشخصيات التي تأثرت "بأفعال ريما الإيجابية" في دائرة المقربين الذين توضحهم ورقة العمل "بالأصدقاء في بيئة العمل، والأهل، والجيران، ومرضى السرطان"، عبر فريق تصوير وإنتاج موزع في المنطقة الغربية، والوسطى، والشرقية، لتواجد شهود الفعل الإيجابي في تلك المناطق. المخرج سونا يبرر مكان نشر الفيلم في موقع فيميو العالمي المتخصص في عرض الفيديو بدلاً من موقع اليوتيوب العالمي، قائلا إن "موقع فيميو يقدم دقة تقنية عالية، وهو موقع عالمي كبير يحوي الكثير من أفلام المخرجين العالميين". نواوي التي رحلت وهي في السابعة والعشرين وتوفيت بعد إصابتها بالسرطان الّذي استمر معها 10 سنوات، تخرجت من الكلية الصحية بمكة المكرمة عام 2009م، وعملت بمستشفى النور بمكة المكرمة لمدة عام، ثم انتقلت للعمل بمستشفى الملك عبد العزيز كمساعدة لوالدها الطبيب محمد هاشم نواوي. واحترفت ريما الرسم وشاركت في إعداد بعض اللوحات الفنية في عدد من الأفلام التسجيلية مع المخرج السعودي مصعب المالكي. موقع ريما الشخصي على الإنترنت الذي أسسه زميلها نعمان سونا- ما زال يستقبل رسائل كثيرة من مرضى سرطان، وتجمع رسائلهم على أن ريما "كانت مبعث أمل وتفاؤل لهم". موقع الموسوعة العالمية "ويكبيديا" المتخصص في توثيق النصوص العربية كتب في أجزاء من موقعه سيرة حياة ريما نواوي، ومراحل حياتها الخاصة، وتفاصيل صراعها مع مرض السرطان منذ بداية اكتشافه في 2002 وهي في عمر 18 عاماً، وحتى ساعة رحيلها يوم الخميس الأول من ديسمبر الساعة 10:55 مساءً بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة إثر صعوبة التنفس التي كانت تواجهها بعد انتشار الخلايا السرطانية في رئتيها، وتمت الصلاة عليها في الحرم المكي الشريف بعد فجر الجمعة الموافق 2 ديسمبر عام 2011 ، وتم دفنها بمقبرة المعلاة.