اعتبر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية الدكتور أنور عشقي، الذين يعترضون على الأحكام التي حُكم بها على أفراد ما سُمِّي ب" خلية الاستراحة" مرجفين في الأرض، معللا ذلك بأنها أحكام قضائية شرعية. وأوضح أن هناك قنوات شرعية للاستئناف عليها، منها عن طريق القضاء، وأخرى سياسية. وأكد أن أمن المملكة يعد خطا أحمر، لا يجب المساس به، لافتا إلى أن أمنها من أمن الإسلام، لأنها تحكم بشريعة الله، مفيدا أن من يطعن فيها لا يتمتع بنوايا حسنة. وعن الذين يتسترون خلف مسميات حقوقيين وقانونيين، ويعترضون على الأحكام القضائية الشرعية التي تصدر على الذين يضرون بأمن المملكة، أكد أن كثيرا منهم ليس لديه خبرة قانونية أو شرعية وإنما يدعي ذلك، ومعظمهم ليست لديه أهلية للخوض في هذه الأحكام. وبالنسبة للذين يحاولون المساس بسمعة وأمن المملكة، قال إنهم إما مضللون من الخارج ومدفوعون لمآرب في نفوس من يدفعهم على ذلك، أو اعتنقوا أفكارا ومفاهيم خاطئة، مطالبا إياهم بالرجوع إلى رشدهم والحفاظ على مكتسبات المملكة. من جانبه، أوضح المحامي أحمد بن خالد السديري، أن أي عمل إصلاحي يرغب فيه أحد فليقدمه مباشرة إلى ولي الأمر بحكم ما نعيشه من شفافية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وقال إن أي مشروع إصلاحي يخدم الوطن لن يتوانى عنه قادة وطننا، معلقا على أن من يقولون إنهم إصلاحيون، ويهدفون أساسا إلى التأثير على أمن الوطن عبر تواصلهم مع جهات خارجية، هم خائنون لوطنهم، ومن يؤيدهم خائن أيضا. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين يرحب بأي مشروع صالح، وكل مشروع يعين الوطن، ويقدم خدمة للمواطن، وأن ما وجه من تهم لخلية الاستراحة، يكشف عن تآمر على ولي الأمر، وهو أمر لا يقبله إلا أعداء الوطن. إلى ذلك، أوضح رئيس النادي الأدبي بجدة، أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله السلمي، أن من حوكموا في قضية الاستراحة، أوردت التحقيقات التي تناولها الإعلام تآمرهم مع جهات خارجية أو داخلية آلت على نفسها أن تكون رسالتها الهدم وليس البناء، ومهمتها التشويه والتشويش لا رسم الحقائق والصفاء. وقال: من هنا ندرك أن ثمة منظرين يلتمسون لهؤلاء الأعذار ويحكيون لهم نسيجا من الالتماسات، وهي حياكة أوهن من خيوط العنكبوت، فالوطن مظلة يجب على كل مواطن أن يساهم في استمرار بقائها مشيدة الأعمدة والأركان. وشدد على أنه إذا كانت هناك مطالب لفئة أو محافظة أو منطقة ما، فإن قنوات التعبير مفتوحة، ومساحة التجسير بين القيادة والشعب متاحة، مبديا تعجبه ممن يعادي الوطن في دهاليز مظلمة عبر الإنترنت، "ومن يدعون أنهم من مفكري ومثقفي المجتمع، فإنني أحسب أن أهم مقومات الثقافة والفكر ألا يكون أصحابها أوصياء على المجتمع وأن يكونوا مع الجماعة ويقبلوا بتوجه الغالبية، أما من يشعر بأنه سادن الثقافة والفكر وهموم الأمة وغيره، فإنه لا يفقه وهو متشبع بروح الأنا، وتورم الذات ومكانه المصحات النفسية وليس المنابر الفكرية والإعلامية". وتساءل السلمي "هل من المعقول ألا يعرف الحق إلا أشخاص يصفون أنفسهم بالمثقفين والقانونيين من بين 28 مليون نسمة يستظلون بظل هذا الوطن..؟، وهل رأوا أنه لا يكافح وينافح عن الحقوق إلا هم؟ موضحا أن كل عاقل يدرك أن الوطن الكبير هو وطن الجميع، ولا يقبل أبناؤه أن يخرج عليهم أشخاص لا يعرفونهم أساسا، يتحدثون في أحكام شرعية ضد فئة أرادت أمن الوطن بسوء. من ناحيته، أكد مؤسس جمعية عيون جدة المهندس جمال برهان، أن كل من يحمل الهوية الوطنية لهذا البلد عليه احترامها، ومن لا يعجبه هذا ويخالف النهج وطاعة ولاة الأمر فعليه الخروج والعيش في مكان يحلو له. ودلل على اجتماع هؤلاء الأفراد بمخالفتهم لولاة الأمر بالآية الكريمة "يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" صدق الله العظيم. وعن موضوع الإصلاح قال إن هناك لغطا يدور في المجالس السعودية، والبعض يستدل خطأ بالآية الكريمة "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ"، ونجد أن البعض يلجأ لاستخدام تفسير الآيات القرآنية بشكل خطأ وعلى هواه، ويدعي أنه من المصلحين، وكذا يستخدمون أجندة المصلحين في تلويث سمعة المملكة، مع أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أعطت قدرا كبيرا للحريات ومنعت تكميم الأفواه، والقضية الرئيسية لهؤلاء تكمن في مخالفة الله ورسوله وولاة الأمر. وأضاف أن البعض يكيل التهم للآخرين في الوقت الذي قال فيه خادم الحرمين الشريفين "نحن وطن واحد لا يوجد بيننا علماني ولا ليبرلي"، وفي ذات الوقت نرى أقلاما مغرضة خصصت لتقسيم المواطن لفئات، هذا ليبرلي وهذا متشدد وهذا علماني والنص القرآني يوضح أن التقسيم يصعب.