هدد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في اليمن محمد سالم باسندوة بالانسحاب من الاستمرار في ترؤس الحكومة، ما لم تقم قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبدالله صالح بوقف القصف المستمر على مدينة تعز، والذي أدى خلال أيام قلائل إلى مقتل وجرح العشرات. وكانت قوات الحرس الجمهوري وقوات من الأمن المركزي قد تسببت بمقل 16 شخصاً أول من أمس فيما جرح العشرات. وحذر باسندوة من إعادة النظر في مواقفه إذا لم يقم نائب الرئيس عبدربه منصور هادي "بإصدار توجيهاته علناً إلى قيادة قوات الأمن التي ترتكب المجازر في تعز للتوقف فوراً عن ارتكاب مزيد منها"، معتبرا ذلك عملا مقصودا لإفشال الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض. ومن جهته قال المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان إن "الطرف الآخر يؤخر تشكيل اللجنة العسكرية لإزالة المظاهر المسلحة وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية، ربما رغبة منه في استكمال الانتقام كما يحصل في تعز ومناطق أخرى، أو للتملص مع موجبات الاتفاق". وكان المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية قد اعتبر القصف المتواصل لتعز والمناطق الأخرى اختراقاً خطيراً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وانتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، مشيراً إلى أن "هذا الدفع المحموم بهذا التصعيد يأتي لتعطيل وجهات الوفاق الوطني ويعرقل عمل الحكومة المزمع الإعلان عنها في غضون الأيام القليلة المقبلة". وفي المقابل طالب أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بانتخابات رئاسية تنافسية تتاح فيها خيارات متعددة للاقتراع الانتخابي دون حكر الترشيح على أحزاب محددة. كما دعوا الرئيس صالح إلى قيادة الحزب الحاكم خلال الفترة المقبلة بما يسهم في تعزيز حضوره السياسي والشعبي على الساحة اليمنية. واتهم أنصار الحزب لدى مشاركتهم أمس الجمعة التي أطلقوا عليها اسم "إن مع العسر يسرا" أحزاب المعارضة الرئيسة والقوى الأخرى المتحالفة معها بالسعي إلى إفشال المبادرة الخليجية عبر تفجير الأوضاع وتوجيه الميلشيات التابعة لها بتصعيد العنف الموجه ضد القوات الحكومية في مديريتي نهم وأرحب. ومن جانبهم جدد المطالبون بإسقاط النظام مطالبهم برحيل الرئيس صالح، وأكدوا في المسيرات التي أعقبت "جمعة الاستقلال" تمسكهم بضرورة مواصلة النهج التصعيدي لإسقاط النظام وتحقيق أهداف الثورة كاملة.