قتل أربعة أشخاص واصبب العشرات جراء استمرار القصف العنيف الذي تتعرض له مدينة تعز منذ مساء الأربعاء من قبل قوات الحرس الجمهوري بقيادة نجل الرئيس علي عبدالله صالح. وقال الدكتور طه الشرعبي ان جثث أربعة أشخاص وصلت أمس الجمعة الى مستشفى الروضة بالإضافة الى عشرات الجرحى. وأشار ان عدد القتلى منذ الخميس ارتفع الى 16 شخصا وعشرات الجرحى. ويأتي استمرار القصف وسقوط ضحايا على الرغم من اعلان محافظ تعز وقف اطلاق النار. ووصلت تعزيزات عسكرية من عدة مدن الى تعز والذي يعكس بحسب مراقبين خشية النظام من سقوط المدينة التي اندلعت منها شرارة الثورة في يناير الماضي والذي سيكون له تداعيات كبيرة على الحزب الحاكم. وعلى الرغم من القصف فقد شارك مئات الآلاف من المواطنين في تظاهرة حاشدة في ساحة الحرية، حيث ادا صلاة الجمعة ومن ثم شيعوا جثامين ستة من ضحايا القصف. وقال نشاطا ان ساحة الحرية تعرضت للقصف أثناء تحرك موكب التشييع ووصفوا القصف ب «العنيف» والذي طال عددا من أحياء المدينة. وناشد المجلس الأهلي لمدينة تعز الدول الخليجية والمجتمع الدولي التدخل وإرسال مراقبين للإطلاع على الوضع الإنساني الذي وصف ب»الكارثي». وانتقد شباب الثورة لجنة التهدئة واتهموهم بالدخول في صفقة مع النظام. وكان رئيس الوزراء المكلف ورئيس المجلس الوطني محمد سالم باسندوه هدد بإعادة النظر في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واتفاق نقل السلطة ما لم يتوقف القص على مدينة تعز من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبدالله صالح. ودان باسندوة في بيان له أمس « القصف العنيف والمستمر على مدينة تعز» من قبل القوات الموالية لصالح. واعتبر باسندوة :»القصف العنيف والمستمر وبكافة أنواع الأسلحة على أهالي مدينة تعز عملاً مقصوداً لإفشال الاتفاق الذي تم التوصل اليه في العاصمة السعودية الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.» حيث جرى توقيع المبادرة الخليجية التي بموجبها نقل صالح السلطات إلى نائبه عبده ربه منصور هادي ودخول المعارضة مع الحزب الحاكم في حكومة وفاق وطني. ودعا باسندوه نائب الرئيس عبدربه منصور هادي «بإصدار توجيهات علنية للقوات في محافظة تعز للكف فورا عن ارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء المدينة، مالم إن المجلس الوطني سيعيد النظر في مواقفه» بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني.وكان المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية قد أصدر بياناً منفصلاً في وقت سابق، دان خلاله بشدة المجزرة المستمرة في تعز التي ترتكبها قوات صالح وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى. واعتبر المجلس ما يحدث في تعز والمناطق الأخرى من قصف متواصل «اختراقاً خطيراً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وانتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014».وقال المجلس «إن هذا الدفع المحموم بهذا التصعيد يأتي للتعطيل المتعمد لتوجهات الوفاق الوطني وتحديات وتعقيدات لعرقلة عمل الحكومة المزمع الإعلان عنها في غضون الأيام القليلة القادمة». ودعا المجلس الوطني إلى الوقف الفوري للحملات العسكرية على تعز وفي المناطق الأخرى، وإجراء تحقيق فوري ومساءلة ومحاسبة الضالعين في هذه الأفعال الإجرامية. وجدد الدعوة إلى ضرورة الإسراع بالإعلان عن تشكيل اللجنة العسكرية وفقاً للمبادرة الخليجية لتقوم بمهامها في تحقيق الأمن والاستقرار وإيقاف الأعمال العسكرية والمسلحة التي تهدد حياة المواطن.