نظم عشرات الآلاف من «شباب الثورة» تظاهرة احتجاجية في صنعاء امس معلنين رفضهم حكومة الوفاق الوطني التي شكلت مناصفة بين أحزاب المعارضة وحزب «المؤتمر الشعبي العام» والتي يرون فيها «التفافاً على الثورة السلمية» و»انقلاباً على إرادة الشباب اليمني في بناء الدولة المدنية الجديدة». وردد هؤلاء، وبينهم مستقلون وليبراليون لا ينتمون إلى أحزاب سياسية، هتافات تندد بحكومة محمد سالم باسندوة «الخائنة لدماء شباب الثورة»، وتعكس غضبهم من ضم التشكيلة الحكومية أشخاصاً قالوا انهم «متورطون في قتل المحتجين في ساحات الاعتصام». كما رفعوا شعارات ترفض إقدام أحزاب المعارضة على خطوات «تتعارض مع أهداف الثورة» ولا تؤدي إلى محاكمة المتورطين في القتل ومرتكبي الانتهاكات بحق الشعب اليمني، واكدوا استمرارهم في «التصعيد الثوري حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة». إلى ذلك، أعلن في صنعاء أمس أن رئيس وأعضاء حكومة الوفاق سيؤدون اليمين الدستورية أمام نائب الرئيس غداً، ليبدأوا على الفور ممارسة مهماتهم رسمياً، واتخاذ القرارات بالتوافق حول القضايا الملحة ومعالجة تداعيات عشرة اشهر من الأزمة طاولت مختلف نواحي حياة اليمنيين. ووصل إلى صنعاء أمس الموفد الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر لمتابعة العملية السياسية ومراقبة تنفيذ اتفاق المبادرة الخليجية من قبل جميع الأطراف. وقال في تصريح صحافي لدى وصوله انه «يشعر بارتياح كبير لتقدم العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة»، موضحاً انه سيلتقي مختلف الفرقاء لتقويم الأوضاع ورفع تقرير إلى مجلس الأمن الذي سيجتمع الأربعاء المقبل حول اليمن. وشدد بن عمر على ضرورة أن يكون لحكومة الوفاق «برنامج ودور في استتباب الأمن والاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد والإعمار خلال المرحلة الحساسة المقبلة». إلى ذلك عاد الهدوء إلى محافظة تعز (جنوب صنعاء) في شكل شبه كامل أمس بعد يومين على توقف الاشتباكات بين مسلحي المعارضة وقوات حكومية، حيث تمكنت اللجنة العسكرية من سحب القوات والمقاتلين القبليين من المدينة وفتح الطرقات وإنهاء المظاهر المسلحة خصوصاً في الأحياء المكتظة بالسكان، بعد اشهر من المواجهات حولت المدينة إلى غابة من المسلحين وساحة حرب سقط ضحيتها المئات من القتلى والجرحى المدنيين. على صعيد آخر، قتل تسعة عناصر مفترضين من تنظيم «القاعدة» وجندي يمني في هجوم على ثكنة فجر امس قرب مدينة زنجبار الجنوبية. وقال مصدر طبي إن عناصر التنظيم هاجموا ثكنة تقع شرق محافظة زنجبار ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة أربعة بجروح، فيما قتل تسعة من المهاجمين في الاشتباك الذي اعقب الهجوم. وتخوض القوات اليمنية مدعومة بمسلحين قبليين وأحياناً بطائرات أميركية بلا طيار، حرباً مع مجموعة تطلق على نفسها «أنصار الشريعة» ترتبط ب «القاعدة» وتسيطر منذ أيار (مايو) على زنجبار وبلدات أخرى في المحافظة.