بعد 20 عاماً من زواجهما، وبعد أن أصبح منزلهما مليئا بالأبناء، قرر سعود الحربي أن يحتفل بذكرى زواجه بقضاء يوم خاص مع شريكة حياته بأحد فنادق الخمس نجوم، ولكنه اشترط على زوجته أن يغلقا جواليهما، وعدم اصطحاب الأبناء، لكي يعيشا يوما خاصاً بهما دون ضجيج. فنادق الخمس نجوم أحدث وسيلة للاحتفال بذكرى الزواج وتجديد الحياة الزوجية، ونتيجة لكثرة المشاحنات بين الأزواج وضغوطات العمل التي تأخذ البعض بعيدا عن الحياة الزوجية الطبيعية، أصبح الإنسان يحتاج لكسر الروتين الممل، البعض يلجأ إلى قضاء يوم خاص في أحد الفنادق، الآخر يتردد في القيام بتلك الخطوة، فيما يرى اختصاصيون أن هذه الرحلة الفندقية رغم قصرها تجدد الحياة الزوجية، وتقضي على الكثير من المشاحنات. "سعود" يقول إنه وبعد 20 عاما من زواجه، قرر أن يجدد الحياة الزوجية، فحجز غرفة في أحد الفنادق وزينها بالورود والعبارات الرومانسية بواسطة مختص، وقضى هو وزوجته ليلة جميلة، مشيرا إلى أنه اشترط على زوجته قبل المجيء معه أن تترك جوالها بالمنزل، وتنسى الأبناء ليوم كامل. وأوضح الحربي أن زوجته تغيرت كثيراً بعد ذلك اليوم، حيث كانت كثيرة الشكوى من الأبناء ومشاكلهم، والخوف على مستقبلهم، ونصح الأزواج والزوجات باستغلال ذكرى الزواج بقضاء يوم كل عام معا لما لذلك من تأثير إيجابي على جميع أفراد الأسرة. وتقول أم عصام إنها أهدت ابنتها وزوجها بمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على زواجهما، إقامة بفندق لمدة يومين في أحد الفنادق، وتكلفت برعاية أطفالهما خلال هذه الفترة، مشيرة إلى أن ذلك أضاف مزيدا من التوافق بينهما، فعادا من هذه الإجازة القصيرة والسعادة ترفرف عليهما، ودعت الآباء والأمهات لتقديم مثل تلك الهدايا المعنوية لأبنائهم لتأثيرها الجيد على الجميع. ويقول أحمد العوفي (اختصاصي تزيين المناسبات) "بدأت العمل بمفردي، واكتسبت الخبرة بمرور الوقت، وحرصت على زيارة المنتجعات في معظم دول شرق آسيا لأكتسب المزيد عن فن تنسيق الغرف، والطاولات، والممرات، حتى تكونت لدي الخبرة الكاملة التي أستطيع من خلالها إرضاء كافة الأذواق، دون الاستغناء عن الزوجة في طرح تصاميمها وأفكارها الجذابة. وأضاف "جهزت نحو ألف غرفة بالفنادق للأزواج، وأكبرهم كان مواطنا بالعقد الخامس"، مشيرا إلى أن تكلفة تجهيز الغرفة مع البوفيه تتراوح من 500 ريال إلى 1500 ريال. وعن المواقف الطريفة التي مر بها خلال عمله قال العوفي "من المواقف الطريفة التي واجهتني خلال عملي طلب مني عريس تنسيق غرفة بأحد فنادق المدينة من فئة الخمس نجوم، وكان حريصا جدا على ذلك، وكان من ضمن التنسيق كعكة وبعض قطع الشكولاته الفاخرة، والعصير المبرد، والآيس كريم، وبعد أن انتهى من عمله سلَّم مفتاح الغرفة لإدارة الفندق لتسليمها للعريس، ولكن إدارة الفندق سلمته لزبون آخر معه عدد من الأطفال، وبعد دخوله الغرفة، وخلال وقت قصير تم التهام الكعكة والآيس كريم، والشوكولاته، وشرب العصيرات، ولم تنتبه إدارة الفندق للخطأ إلا بعد وصول العريس للفندق مع عروسه"، مشيرا إلى أن إدارة الفندق اعتذرت للعريس، وقدمت له إقامة مجانية ليومين إضافيين كترضية. وروى العوفي موقفا آخر، وقال "طلب مني عميل بالعقد الخامس تزوج حديثا أن أحجز غرفة له بأحد الفنادق، وأصر على الحضور عند تزيين الغرفة، ولاحظت أنه يتلقى اتصالات متكررة، وكان يرد على المتصل زاعما أنه مشغول بالعمل، ليتضح لي بعد ذلك أن المتصل زوجته الأولى، وأنه تزوج دون علمها". إلى ذلك قالت الأخصائية النفسية في مستشفى الطب النفسي بالمدينةالمنورة الدكتور أمل كفراوي إن قضاء يوم أو يومين في فندق أو منتجع خاص له تأثير نفسي وعاطفي بين الزوجين، ويضفي مزيدا من الحب بينهما. وبينت أن الحياة مليئة بالمشاكل الكبيرة والصغيرة، وكل منزل لديه نوع من ذلك، وقضاء الزوجين يوما مع بعضهما يزيل كل الاحتقانات بينهما، ويرسخ المشاعر بينهما، ونصحت الأزواج بقضاء هذه الرحلة الزوجية كل ثلاثة أشهر لضخ مزيد من الحب بين الشريكين.