يرى بعض المتزوجين أن مدة صلاحية الزواج تنحصر ما بين ثلاث إلى سبعة أعوام، وبعدها يدب الملل بينهما، فيما يرى اختصاصيون أن 80 في المئة من الأزواج والزوجات لا يدركون هذه الحقيقة ولا يدري أي منهم أن فترة صلاحيته كطرف في العلاقة الزوجية قد تنتهي، وأن الخلافات والمشاحنات التي يعاني منها باستمرار ترجع إلى عدم تجديد تلك الصلاحية، وأنه لا فرق بين رجل وامرأة في ذلك. يقول الاختصاصي النفسي في مستشفى الحبيب الطبي وليد الزهراني: «إن كل إنسان له صلاحية معينة داخل وخارج المنزل، ففي العمل تنتهي صلاحيته إذا لم يسارع في تطوير قدراته باستمرار، ولذلك فإن كثيراً من المؤسسات والشركات الكبرى تحرص على إنشاء إدارات متخصصة للتدريب وتنمية القدرات، وفي المنزل تنخفض تدريجياً طاقته على دفع فاتورة الزواج من الناحية النفسية والاجتماعية، فهناك قيود كثيرة تحيط به كطرف مسؤول عن أسرة وبيت وأبناء،كما أنه يصاب بالملل بعد فترة من ارتباطه بإنسان معين 24 ساعة يومياً، وهذا يجعل بطارية طاقته تنفد بسرعة وتحتاج إلى شحن أو تجديد بعد بضع سنوات من الزواج». ويضيف:« المشكلة أن 80 في المئة من الأزواج والزوجات لا يدركون هذه الحقيقة، ولا يدري أي منهم أن فترة صلاحيته كطرف في العلاقة الزوجية انتهت، وأن الخلافات والمشاحنات التي يعاني منها باستمرار ترجع إلى عدم تجديد تلك الصلاحية، أما باقي ال «20» في المئة فهم من الأذكياء الذين يعرفون بفطرتهم وغريزتهم هذه الحقيقة ويحاولون دائماً تحديث وتطوير أنفسهم، والغريب أن معظم الرجال، خصوصاً في المجتمع الشرقي يتصورون أنفسهم صالحين للحياة الزوجية من دون تجديد، ويشعرون بأن الزوجة فقط هي التي تنتهي مدة صلاحيتها ويطالبونها بأن تكون متجددة باستمرار». وبعيداً من علم النفس، تقول وفاء احمد: «إن مدة صلاحية طرفي العلاقة الزوجية تعني أن كليهما سيظل جامداً وثابتاً في مكانة إذا لم تتضح شخصيته، بحيث يفهم ويحتوي الآخر تماماً، ووقتها يجب أن يغير من نفسه فوراً حتى لا تنهار الحياة الزوجية بينهما»، وغالباً تنتهي صلاحية الزوجين حينما يتصور أحدهما انه امتلك الآخر، ولا يبذل أي جهد لإرضاء شريك الحياة، وهذا خطأ فادح يقع فيه البعض من المتزوجين، ويتضح ذلك بعد مرور ثلاث إلى سبع سنوات». وترى هنادي الحمود: «أن صلاحية المرأة تصبح في خبر كان عندما لا تجدد نفسها، فلا تحاول ارتداء ملابس على احدث موضة، أو تقوم بتغيير تسريحة شعرها من حين لآخر، أما الرجل فتنتهي فترة صلاحيته حينما يتوقف عن إدخال البهجة إلى قلب شريكة حياته، ويدخل المنزل وهو متجهم وصامت وعلى وجهه تكشيرة كبيرة». وترفض خلود الغامدي فكرة وجود فترة صلاحية للزوج أو الزوجة قائلة: «إن الإنسان يجدد نفسه من دون أن يدرك ذلك، ويقوم بتغيير أسلوب تعامله إذا شعر بأن الطرف الآخر أصيب بالملل من هذا الأسلوب، فكل منا يحاول الحفاظ على حياته وسعادته العائلية بأي شكل، أو طريقة تكون محببة للطرفين، تضمن لهم حياة متجددة». ويشير محمد العمودي: «إن ضعف الرجل وتخاذله وتركه الحبل على الغارب لزوجته لكي تفعل ما تشاء وتحكم وتتحكم في أفراد الأسرة وهو بداية النهاية بالنسبة له كزوج، لذلك لا بد أن يقوم بتعديل نفسه وتجديدها، حتى لا تصبح حياة مرتبطة بعدد من السنوات وبعدها يبدأ الملل بينهما، خصوصاً بعد السنة الخامسة من الزواج». وفي تقدير عبدالله الضاوي: «فإن الزوج تنتهي صلاحيته عندما يفقد لياقته البدنية، ويصبح قليل الحركة والفاعلية، فكل زوجة تريد أن يكون زوجها شباباً على طول الخط حتى لو كان في ال 70 من عمره». ويعترف خالد السيف بأن نهاية الرجل «تبدأ عندما يتخلى عن مسؤولية الإنفاق على الأسرة، لأن هذا هو المجال الأول الذي يثبت فيه قدرته على أن يكون زوجاً صالحاً وسعيداً وقادراً على إدخال السعادة إلى قلوب المحيطين به». من جهتها، تحث الاختصاصية الاجتماعية والمستشارة الأسرية الدكتورة فوزية الدوسري على تجديد مدة صلاحية الزوجين بالعمل على أن يبدو كل منهما جديداً كل فترة، وذلك يقتضي الخروج معاً في مكان بعيد عن جو المنزل لمدة طويلة، بمعنى قضاء إجازتهما السنوية معاً، وأن يحاولا الابتعاد عن بعضهما البعض لأيام محدودة جداً كل سنوات عدة، فالزوج يمكن أن يسافر مثلاً في مهمة عمل، وهي تذهب إلى منزل أسرتها خلال هذه الفترة، ومن الضروري كذلك أن يتبادلا جزءاً من المسؤوليات لمدة محدودة ولتكن ثلاثة أيام، بمعنى أن تتوقف المرأة عن الطهو مثلاً ويتفرغ هو لإعداد الطعام خلال تلك الأيام القليلة. وتنصح الدكتورة فوزية بممارسة الرياضة، «فهذا يمنحهما صحة نفسية وبدنية أفضل، ما يعني زيادة قدرتهما على تحمل مسؤوليات الزواج، وكذلك القراءة ولو على فترات، لأن هذا الأسلوب يقوي الذهن ويدعم اتجاه الفرد إلى الوفاء بالتزاماته تجاه الآخرين، وفي مقدمهم أسرته الصغيرة، كما يوفر معلومات وقضايا يتحاور بها الزوجان ما يضفي حيوية على علاقاتهما»، وتؤكد الدوسري على ضرورة أن تحرص الزوجة على تغيير شكلها كل فترة، إذا كان شعرها اسود مثلاً يمكنها تغييره إلى اللون الأصفر، وإذا كانت سمينة فمن الضروري أن تقوم بعمل رجيم، أو أن تسعى إلى زيادة وزنها قليلاً إذا كانت نحيفة جداً، والزوج كذلك ينبغي أن يحرص على تغيير المواضيع التي يتكلم فيها مع زوجته.