تحدث تصرفات ومواقف بين أفراد الأسرة أو بين زملاء في العمل تبقى عالقة بتفكيرهم، وربما تتحول مع مرور الأيام إلى مشكلة وخصام يصل إلى الطلاق بين الزوج وزوجته. أو الفراق بين الأصدقاء، ولكن الكثيرين يؤكدون أهمية المكاشفة والمصارحة لتلافي هذه النهايات السيئة. يقول أبو ريماس "زوجتي إنسانة رائعة بمعنى الكلمة، غير أن عيبها أنها ترفض المواجهة معي، وترفض الإفصاح عن سلبياتي أو الجلوس معي لمناقشتها، والبحث عن حلول لها، فهي تسكت حتى تكبر المشاكل بيننا، وتحدث بعض المشاحنات، والتي عادة ما تحدث في أغلب البيوت". وأشار إلى أن سكوت زوجته أثر على معنوياتها، وانعكس ذلك على نفسيات الأبناء، وقد بدأت أخيرا بعد نقاش إلى الحوار معه ، مما خفف كثيرا من حدة تلك المشاكل. وتقول أم سهى "زوجي إنسان عصبي، لكن قلبه يحمل مشاعر كبيرة، وهو حساس لأبعد الحدود، والمشكلة أنه يغضب بسرعة، ويرتفع صوته حتى أمام أبنائي، مما يضعني بموقف محرج". وبينت أم سهى أن زوجها يضع اللوم عليها دائما، وذلك يدفعها إلى استخدام طريقة المواجهة السريعة معه، والتي حققت نتائج طيبة. وأشارت إلى أن ابنها الكبير بدأ يضع حلولا لهما، ويشاركهما النقاش، رغم أن عمره لم يتعد 16 عاما، وقد ساعد ذلك كثيرا في تخفيف غضب والده المستمر. وقال طاهر الينبعاوي إن لدي زميلا بالعمل منذ سنوات يغضب بسرعة، وكذلك أنا، وخلال العمل تحدث نقاشات حادة بيننا حول العمل، رغم أني أحترمه وأقدره كثيرا ". وأشار إلى أن المشكلة انتهت عندما قمنا بتغيير الورديات بيننا، يقول "اليوم ننعم بعمل مميز، وكل منا يحمل مشاعر تقدير للآخر". وقالت أم خالد (معلمة بالمرحلة الثانوية) إنها منذ زواجها قبل عشر سنوات استخدمت طريقة المواجهة السريعة مع زوجها وصديقاتها وزميلاتها بالعمل، وهو ما ساعدها على وضوح شخصيتها مع الجميع. تقول "زميلاتي يطلقن علي لقب "الدكتورة" حيث تتحول غرفتي إلى تجمع بعض المعلمات، وقت فراغي من الحصص لإبداء النصح لهن لكيفية التعامل مع أزواجهن والآخرين"، مشيرة إلى أن "الكبت يولد الانفجار سواء بين الأسرة أو في نطاق العمل أو كل مكان يجمع أكثر من شخص، وأن المصارحة كفيلة بإنهاء أية مشكلة. وقال عمر الحربي وهو متزوج قبل ثلاث سنوات إن زوجته عند وقوع مشكلة بينهما تتصل بشقيقتها التي تعطيها الحلول، والتي عادة ما تزيد من المشكلة بيننا. وأضاف "تفاهمت معها على أن نحل مشاكلنا مع بعض وبدون تدخل، وأن نتحاور، لنجد بعد فترة من الحوار أن كل المشاكل اختفت، وخفت كذلك حدة المشاحنات التي كانت تعصف بنا وتهدد أسرتنا" وقال أبو ريان وهو متزوج منذ 17 عاما إن الرجل يجب أن يكون صريحا وواضحا مع الجميع خاصة أفراد أسرته وأن يفرغ كل الشحنات التي يكبتها بكل سهولة، مضيفا أن الخلاف وصل مع زوجته في بداية زواجه إلى الطلاق ليتفقا على الصراحة وتبديد الخلاف بوقته مما وضع استقرارا خاصا على مدى تلك الأعوام. إلى ذلك قالت الأخصائية النفسية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتورة أمل كفراوي إنه لابد أن يكون هناك مواجهة ومكاشفة بين الشريكين وخاصة الزوجين، لما لذلك من دور في استقرار الحياة الزوجية، مشيرة إلى أن الحوار والمواجهة والنقاش يجب أن تتم دون تجريح للآخر، وأن تفريغ تلك الشحنة التي يحملها الشخص إلى الآخر تصل بهما إلى "الطريق المستقيم" وهو أقصر الطرق لحل المشاكل. وطالبت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الطب النفسي بارعة هاشم بأن تكون المصارحة والمواجهة أسلوبا حياتيا لجميع البشر لتخفيف الاحتقان بينهم، وأن يكون ذلك في حدود التعليم الإسلامي. وأشارت إلى أنها وقفت على حالات طلاق وقعت بسبب العناد المشترك، حيث تحدث بعض الإشكاليات وقت الخطوبة والزواج، وفي العيادة النفسية يبدأ أحد الطرفين في سرد المواقف التي تم بينهما، ولو فرغ هذا الشاكي تلك الشحنة وقتها لما تفاقمت المشكلة وتجذرت، وصعب حلها لاحقا. وبينت هاشم أن الحياة بمجملها جميلة وبسيطة، داعية إلى اعتماد المصارحة لحل كل المشكلات الانسانية.