عرفت المرأة بعاطفتها الجياشة، واهتمامها بتفاصيل الأمور المتعلقة بحياتها، فهي تترقب كل عام اليوم الذي يكون موافقا ليوم زواجها، لكي تحتفل به مع زوجها إيذانا بدخول عام زوجي جديد، فيما تعد الكثيرات لهذا اليوم، ويجهزن له العديد من المفاجآت والهدايا، وإعداد أصناف الزينة والمأكولات للاحتفاء بهذا اليوم، في حين تُفاجأ بعض النساء بنسيان الأزواج لهذا اليوم، بسبب طبيعة الرجل أو ظروف عمله وانشغاله . تقول وردة العمري وهي متزوجة منذ 8 سنوات "كانت ذكرى زواجي الأحد الماضي، وقمت خلالها بمفاجأة زوجي باستئجار الفندق الذي قضينا فيه ليلتنا الأولى من الزواج، ومن ثم قمت بتجهيز الغرفة بالعديد من التجهيزات كالإضاءات الرومانسية، وتورتة الاحتفال التي تحمل صورة زوجي، وباقة ورد فخمة لاستقباله بها، ومن ثم اشتريت هدية كانت عبارة عن عطر يحبه، وقمت بتغليفه بطريقة جميلة، وطلبت من أخي تلك الليلة أن يذهب بي للفندق، ثم اتصلت بزوجي، وطلبت منه أن يأتيني هناك، فكان الأمر مفاجأة له، بل لم يكن متذكرا أصلا لهذا اليوم، لكنني عذرته، فالرجل يختلف عن المرأة في ترقب المواعيد، وهو دائم الانشغال أكثر مني، وعوضني بأن جلب لي هدية ذلك اليوم في اليوم التالي". وذكرت تهاني علي عسيري أنها احتفت مع زوجها بيوم ذكرى زواجهما الأول بأن قامت بدعوته للعشاء في مطعم، وقامت بدعوته ببطاقة دعوة رومانسية لتذكيره بذلك اليوم قبله بأسبوع، وجلبت له هدية عبارة عن كوبون شراء مسبق الدفع من أحد محلات المستلزمات الرجالية بقيمة 500 ريال، "وأهداني زوجي يومها خاتما ذهبيا أنيقا مطرزا بفصوص الكريستال، وفي اليوم التالي قام بدعوتي لقضاء ليلة في شاليه على البحر". وتضيف تهاني"هذا اليوم يعني لي الكثير، وسأظل أحتفل به كل عام، ولا يقتصر احتفالنا على تبادل الهدايا فقط، وإنما نتحدث عن العام الماضي، وكل ما مر بنا خلاله من لحظات جميلة، أو أخطاء علينا تعديلها". وبين خالد الشهري ، وهو متزوج منذ خمس سنوات ، أن السعادة الزوجية لا تكمن في تذكر مثل هذا اليوم، بل في مدى التفاهم والانسجام بين الزوجين في كل عام أكثر من الذي قبله، يقول "لم يسبق لي الاحتفال بذكرى زواجي ، إلا أنني أجلب لزوجتي هدايا في كل مرة أشعر باستحقاقها لذلك، وبنظري لا يوجد وقت محدد لتجديد الحب بين الزوجين أو تذكر عمق علاقتهما". وأشار بندر السلمان إلى أنه يرى أن الاحتفال بذكرى الزواج يعيد الذكرى الجميلة، ولا بد من التجهيز له مسبقا، ويكون الاحتفال بسيطا، ويضم الزوجين فقط.، ويُكتفى فيه بتذكر ليلة العمر، وتبادل الهدايا، ومشاهدة صور حفل الزواج، ويفضل أن يكون هذا الاحتفال في نفس المدينة التي قضى فيها الزوجان شهر العسل أو في البيت، لافتا إلى أن نوع الهدية غير مهم، فالمهم أن يكون تحرير بطاقة يكتب فيها الزوجان ما يعبرعن مشاعرهما. ولفت السلمان إلى أن البساطة جميلة جدا، ودائما تعبر عن الحياة الجميلة، ولكن ذكرى الزواج تحتاج لبعض اللمسات البسيطة التي تذكر ببداية الأسرة، أما المبالغة فهي إرهاق لهما، وربما تحول تلك الذكرى لخلاف، نظرا لتلك المطالب أوالتكاليف . وعن سبب نسيان معظم الأزواج لهذه المناسبة بين السلمان أنه يعتقد أن جفاء الرجال أحيانا هو السبب، وأحيانا تأتي الذكرى في وقت تكون هناك ظروف تجبر الزوج على نسيان موعد زواجه، إما لظروف صحية أو عملية . وعن احتفاء كبار السن بهذا اليوم يقول محمد العامر "لم يكن لدينا سابقا ما يسمى باحتفال ذكرى الزواج، وكانت أكبر هدية يعطيها الرجل لزوجته هي وعدها بالذهاب لزيارة لأحد أقاربها، وهذا ليس مقتصرا على يوم معين في السنة، وإنما وفقا لإمكانات الزوج المادية والأسرية ". وقال الأخصائي الاجتماعي خلف الشمري إن "من الجميل أن يحيي الزوجان ذكرى ارتباطهما ببعضهما البعض من خلال قيامهما بتذكر مواقف بعضهما الجميلة طيلة الأيام الفائتة، وتذكر الأخطاء التي يريد كل منهما تعديلها ، وتمني ما يريدان إنجازه خلال الأعوام القادمة، والاتفاق على الإنجاب، أو الاتفاق على آلية تربوية معينة بينهما، أو على وعود بالتغيير في جوانب معينة، والتنسيق حول تفاصيل ما يتعلق بهما . ولفت الشمري إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون هنالك احتفاء بهذه المناسبة، بقدر ما يكون فيها شكر لله سبحانه وتعالى على دوام العلاقة والمودة والرحمة، وتذكر لحقيقة علاقتهما مع بعضهما البعض، كما أن تبادل الهدايا بين الزوجين لا يجب أن يكون مرتبطا بوقت معين، فعلى كل منهما تجديد المحبة وإحياء العلاقة بين فترة وأخرى من خلال إهداء هدية رمزية تعبر عن مدى عمق مشاعرهما تجاه بعضهما دون إثقال كاهل أي منهما ماديا . وعمن يتذكر هذا الميعاد قال الشمري "من الطبيعي أن تكون المرأة في عصرنا الحالي أكثر صفاء للذهن من الرجل، وأكثر اعتناء بتفاصيل الأمور المتعلقة بحياتها، ومن أهمها ميعاد زواجها الذي تعده تاريخا مهما وتظل تتذكره دوما ، بينما ينساه الرجل في معظم الأحيان ، ليس لعدم اعتنائه بالعلاقة الزوجية، وإنما لانشغاله أكثر من المرأة بالتفكير في تكوين مستقبل الأسرة ورسم معالم نشأتها .