أدت التطورات التي شهدها جنوب لبنان أمس، إلى تسارع الخطى بين المسؤولين اللبنانيين لتلافي مزيد من الانزلاقات، خاصة أن اليوم سيشهد جلسة حاسمة للحكومة، يتوقف عليها مصيرها على خلفية تمويل المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. فقد التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. وجرى خلال اللقاء عرض لآخر مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وآخرها التوتر الأمني الذي حصل في الجنوب اللبناني في أعقاب حادث تبادل قصف عبر الحدود بين لبنان وشمال الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وكانت مصادر في الجيش اللبناني، وأخرى في قوات الطوارئ الدولية، أعلنت أن صاروخا واحدا على الأقل أطلق ليل الاثنين الثلاثاء من جنوب لبنان على إسرائيل من دون أن تعرف الجهة التي تقف وراء إطلاقه حتى الآن، وردت إسرائيل بإطلاق قذائف مدفعية عدة لم تسفر عن إصابات. وأعلنت كتائب عبدالله عزام القريبة من القاعدة مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخ. وكان متحدث عسكري لبناني قال لوكالة فرانس برس صباح أمس "نعلم أن صاروخا أطلق من منطقة رميش ونحن نجري التحقيقات" لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذه العملية، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق صواريخ لم تسفر عن أي اصابات. وأعلن ضابط في الجيش اللبناني أن عناصر من الجيش وقوات الطوارئ عثروا على منصتين لإطلاق صواريخ وبطاريات للتغذية الكهربائية وعداد. ورأى قائد قوات اليونيفيل البرتو اسارتا كويباس أن هذا الحادث "الخطير" يشكل "انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 (الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006) ويهدف بوضوح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة"، مشددا على ضرورة "تحديد مرتكبي هذا الهجوم وإلقاء القبض عليهم". وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن صواريخ عدة أطلقت من جنوب لبنان ليل الاثنين الثلاثاء على شمال إسرائيل ولكن لم تسفر عن سقوط جرحى، وأن الجيش رد بمهاجمة القطاع الذي أطلقت منه الصواريخ، من دون إيضاحات إضافية. ويعود آخر حادث على الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى الأول من أغسطس الماضي حيث تبادل عسكريون إسرائيليون ولبنانيون النار. وفي مايو الماضي، استشهد عشرة فلسطينيين وجرح مئات آخرون عندما حاولوا الدخول من لبنان إلى فلسطينالمحتلة خلال إحياء ذكرى "النكبة". وفي أغسطس 2010، وقع تبادل لإطلاق النار على الحدود بين إسرائيل ولبنان أوقع أربعة قتلى بينهم ثلاثة لبنانيين، جنديان وصحافي، بالإضافة إلى ضابط إسرائيلي في قطاع الحدود.