الحديث عن القراءة والكتاب يطول بقدر طول الكتب والمؤلفات التي كتبت وألفت من قبل الكثير من علماء ومثقفين وباحثين وغيرهم في كل مجال و ميدان ، وأنا هنا أتكلم عن القراءة ليس كمادة علمية , بل عن القراءة والاطلاع في الكتب ، فما أجملها وما أروعها من كتب سواء كانت ورقية مطبوعة أو إلكترونية , ولكن لا غنى لنا عن الأول الذي نجد فيه كل متعةٍ في قراءته وتقليب صفحاته فهي أنيسنا في الوحدة ورفيقنا في السفر والغربة,فلم أجد أفضل منه صديقا ولا أقرب قريبا ,فهو المعلم والأخ والصديق .... كما أني لم أجد أحداً يناصبه العداء ولا يصفه بالغدر وقلة الوفاء . هذا هو الكتاب . وأنا أكتب هذه السطور يختلجني شيءٌ من الحزن والحسرة على أسبوع فاتني وأنا أتحرق شوقاً للسفر إلى الرياض ، لا لزيارة ولا لمتعة وقتية تنتهي بانتهاء لحظاتها ,ولكن أمنيتي كانت حضور معرض الرياض الدولي للكتاب . هذه التظاهرة التي ملأ صيتها المملكة والوطن العربي بحسن التنظيم وكثرة الزوار لهذا المعرض وما حظي به من اهتمام إعلامي . لكن ذهبت أمنيتي مع النسيم واكتفيت بحضوري للمعرض ولكن من خلف الشاشة . كان هذا المعرض فرصةً للقراء والمثقفين وعشاق الكتاب وكل من يهمه أمر هذا الكتاب ، حتى الأطفال كان لهم الحضور لهذا المعرض , فكانت الرياض جامعةً لهم في هذا المكان . ومما يزيد الحسرة على الحسرة هذا التساؤل ، لماذا في الرياض فقط ؟! كم من شخص كان يتمنى حضوره ؟ ولكن بعده وانشغاله بتدبير أموره الحياتية وغيرها من الأمور كانت عائقاً له من حضور المعرض ، أليس من الممكن إقامة مثل هذه المعارض في كثير من مناطقنا شمالها وجنوبها وغربها وشرقها ؟! نحن لا نريد التصنيف الدولي أن يكون من سماته نحن نريد معرضاً للكتاب يلبي رغباتنا ويروي عطش قراء الكتاب والباحثين وغيرهم من المهتمين . ألا تستطيع منطقتنا ممثلة في جمعية الثقافة والفنون التي لم نر لها أي نشاط واضح أن تقيم لنا معرضاً حسب إمكاناتها وقدراتها ؟ , وإذا كانت الإجابة نعم ... هل سيدعم أم لا ؟ وأقل تقدير أن تنظم المعارض في المدن الكبرى كجدة و الدمام وأبها حتى يتمكن كل شخص قريب من هذه المدن الحضور وإشباع رغباته .