تنطلق صباح اليوم في 9 محافظات مصرية المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب. ويبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت وفقاً للبيانات الحكومية 17.5 مليون ناخب في 3307 مراكز. وتشهد هذه المرحلة تنافس 3809 مرشحين يمثلون 36 حزباً وائتلافاً على 168 مقعدا. وتعهَّد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة محمد حسين طنطاوي بحماية العملية الانتخابية، وقال "لن نسمح للعابثين بأن يتدخلوا في الانتخابات، وأطالب شعب مصر العظيم الذي له حق الانتخاب بالمشاركة"، مؤكداً "الرغبة في خروج الانتخابات بمجلس متوازن يعبِّر عن كل الاتجاهات والفصائل، ونجاح الانتخابات مرهون بنزول الناس في الشارع". ولم يخل حديث طنطاوي من لهجة التحذير، قائلاً "التأمين موجود، لكن البلاد الآن عند مفترق طرق، فإما أن تنجح وتسلم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، أو تكون العواقب في منتهى الخطورة ولن نسمح بذلك"، مستدركاً بالقول "الانتخابات تؤمَّن ليس بالقوات المسلحة والشرطة فقط، وإنما بالشعب نفسه، ولن نسمح للعابثين بالتدخل". إلى ذلك رفض طنطاوي الخضوع لضغوط المحتجين بميدان التحرير، مبدياً تمسك مجلسه بتكليف الدكتور كمال الجنزوري برئاسة الوزراء، وقال في تصريحات للصحفيين أمس "الجيش لن يسمح لأي فرد أو جهة بالضغط عليه. هناك تحديات كثيرة تواجهنا لكننا سنتصدى لها". وأكد المشير أن اجتماعه مع المرشحين المحتملين للرئاسة محمد البرادعي وعمرو موسى تناول سبل الخروج من الأزمة الراهنة ودعم حكومة الجنزوري، ومؤكداً أن البرادعي وموسى هما "من طلبا لقاءه بالأمس وليس العكس". وقال "عندما تولينا السلطة في مصر بعد الثورة كان أمامنا خياران؛ إما العنف وهو ما رفضناه، أو أن نتحمل وهو ما يحدث بالفعل رغم الإضرابات التي تهدد اقتصادنا الوطني. هناك عناصر أجنبية تحاول العبث بأمن الوطن وتستخدم عناصر داخلية وسيتم الكشف عنهم قريباً". من جانبه ردّ الجنزوري على الذين علَّلوا رفضهم لتكليفه بكبر سنه، وقال في مداخلة تلفزيونية "كبر سني ليس عورة حتى يتهمني البعض بعدم القدرة على حل الأزمات التي تمر بها مصر حالياً، وليس مطلوباً من رئيس الوزراء أن يشيل حديد ليتولى هذا المنصب". في غضون ذلك اعتبرت الجماعة الإسلامية الدعوة لمظاهرات مليونية جديدة "محاولة لتعطيل الانتخابات"، وقالت في بيان أمس "الانتخابات هي المخرج الآمن للأزمة في مصر والمسار الطبيعي الذي اختاره الشعب". ورفضت الجماعة ما أسمته بمحاولات البعض فرض رئيس وزراء على مصر، في إشارة إلى البرادعي الذي اختاره بعض الثوار في التحرير لتشكيل الحكومة، وقالت الجماعة "لدينا وغالبية الشعب تحفظات على بعض الأسماء المطروحة".