استمع وفد من الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان أمس إلى شهادات مصابات مدرسة "براعم الوطن" المنومات في عدد من مستشفيات جدة، كما وقف الوفد على حالتهن الصحية والخدمات المقدمة لهن، فيما دونت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، عدداً من الملاحظات حول الحادث. وأوضحت رئيسة الفرع النسائي للهيئة بجدة الدكتورة فتحية القرشي أن زيارة الوفد شملت مستشفيات المحجر والملك فهد والجدعاني، للاطلاع على حالات المصابات وما يقدم لهن من خدمات وسماع أي شكاوى من أسر المصابات. إلى ذلك، رصدت "الوطن" أيضا جولة مشابهة نفذها فريق الجمعية السعودية لرعاية الطفولة، واستمع خلالها لمصابات حادث الحريق. وضم الفريق في عضويته الدكتور محمد شاوش والدكتور عمر الخولي والدكتور محمد القحطاني، ومدير تعليم جدة عبدالله الثقفي. وأوضح شاوش أن متخصصين في علم النفس والقانون والتربية سيباشرون عملهم لمتابعة واقعة الحريق والمصابات، وأن هذا العمل التطوعي يعد مبادرة من أعضاء الجمعية. من جانبها، دونت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عدداً من الملاحظات أهمها تأخر وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف لموقع الحدث، وإغلاق النوافذ بالحديد، وعدم وجود مخارج طوارئ في الأدوار العليا، مما أجبر الضحايا على إلقاء أنفسهن من النوافذ. وكشف رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني ل"الوطن" أمس، عن متابعة الجمعية للحادثة، وقال "نتابع ذلك مع الجهات ذات العلاقة، ومثل هذه الموضوعات تحتاج لوضع بعض القواعد النظامية والحلول التي تحول دون حدوثها، وتكرار ذلك مستقبلاً". وبين أن فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكةالمكرمة، سيقدم بعض المقترحات والتوصيات عند انتهاء الفرع من متابعة الأوضاع والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول، مؤكداً أن الجمعية تعمل على دراسة ما يتم جمعه والتوصل إليه والاجتماع عليه من مختلف الجهات لمساعدتها على القيام بأعمالها فيما يتعلق بعدم تكرار ما حدث مستقبلاً. وأوضح المشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف في اتصال مع "الوطن" أن فريقاً كلف بمتابعة الحادث من الجمعية دون بعض من الملاحظات الأولية، وسيتم التواصل مع الدفاع المدني والتربية والتعليم بجدة حولها. ولفت الشريف إلى أن الجمعية كلفت فريقاً من عضوات الجمعية منهن الطبيبة النفسية ريم الحارثي، الأخصائية الاجتماعية ليلى حلواني، الباحثة القانونية نورة التويم للوقوف على الحدث وزيارة المصابات والمدرسة. وبيَّن أن الفريق قام على مدى يومين متتاليين بزيارة المصابات الموزعات على 3 مستشفيات والالتقاء بهن وأسرهن، لربط إفاداتهن، والوقوف معهن من أجل تقديم العون النفسي والاجتماعي والقانوني، وقال "إنه بحسب الإفادة التي حصل عليها فريق الجمعية من المصابات، فإنهن أفدن أن عمليات الإخلاء كانت متعلقة بالسيول، وليس الحريق، وشكروا في الوقت نفسه كل من ساعدهن من أبناء الوطن والمقيمين في الأحياء، لأنهم من باشر العمل الأكبر في عملية الإنقاذ وقدموا المساعدة لهن والإنقاذ عبر الوافذ".