يبدو أن وزارة الصحة اتجهت فعليا لرسم "خارطة طريق" لإعادة ثقة المرضى بمستشفياتها، وذلك عبر تحسين مستوى أداء موظفي علاقات المرضى في طريقة تعاطيهم معهم. فقد أوضح المشرف العام على برنامج علاقات المرضى بوزارة الصحة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالمحسن الدخيل أن الوزارة نفذت "31" دورة تدريبية مكثفة لموظفي علاقات المرضى بمختلف مناطق ومحافظات المملكة بهدف نشر ثقافة علاقات المرضى داخل وخارج الوزارة ووسط كافة فئات المجتمع، فيما تعتزم الوزارة عقد مؤتمر دولي لعلاقات المرضى بمشاركة وزارة العدل وحقوق الإنسان. وعقد الدكتور الدخيل، مساء أول من أمس، مؤتمرا صحفيا بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الأول لعلاقات المرضى الذي تنظمه وزارة الصحة خلال الفترة من 25 26 ذي الحجة الجاري، تحت شعار "المريض أولاً "تحت رعاية وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وبحضور وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى ورئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان. وأضاف الدكتور الدخيل أن هذا المؤتمر يأتي في إطار نشر هذه الثقافة ويعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط، ويناقش علاقات المرضى وأهمية الخدمات التي تقدم للمريض مع تطوير الخدمات الصحية بما يلائم حاجة المريض ويحقق رضاه. وبين أن المؤتمر يشارك فيه خبراء في علاقات المرضى من أميركا وكندا وأوروبا يستعرضون آخر مستجدات العمل وما توصل إليه العلم في هذا المجال وتبادل الآراء والأفكار، ومناقشة ما يتم تقديمه للمريض من خدمات والاهتمام المشترك الذي يحظى به داخل المرافق الصحية بالمملكة. وأوضح الدكتور الدخيل أن المؤتمر سيركز على مناقشة حقوق المرضى كجزء أساسي ومهم من عمل إدارة علاقات المرضى حيث وضعت الوزارة لائحة تضم هذه الحقوق وتشمل المرضى من فئات كبار السن والمرضى النفسيين ومرضى الاحتياجات الخاصة، وواجبات المرضى وحددت أيضاً حقوق وواجبات المرافقين للمرضى، مبيناً أن الوزارة تعمل بهذه اللائحة منذ وقت طويل حيث قامت إدارة علاقات المرضى بتحديث وتطوير وترتيب هذه اللائحة وتم تضمينها في كتيب "حقوق وواجبات المرضى" ووزعت منها "25" ألف نسخة على كافة المستشفيات ومديريات الشؤون الصحية بمناطق ومحافظات المملكة وذلك بهدف زيادة الاهتمام ونشر وترسيخ ثقافة حقوق المرضى. وأكد أن مشاركة وزارة العدل بالمؤتمر تأتي لأهمية المؤتمر ومناقشته حقوق المرضى باعتبارها معنية بهذه الحقوق بحكم التخصص، في حين تجي مشاركة رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان للتأكيد بأن حقوق المرضى تعتبر جزءا من بوتقة كبيرة وهي حقوق الإنسان. وأكد أن الإعلام بكافة وسائله المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية يعتبر شريكا في رصد ومعالجة شكاوى المرضى ومقترحاتهم حيث تم إنشاء إدارة معنية بمتابعة ما تتناوله وسائل الإعلام عن المرضى ومشاكلهم ورصد ودراسة الشكاوى التي ترد الوزارة عن طريق هذه الوسائل ومعالجتها، والتواصل مع الإعلاميين مباشرة لمعرفة تفاصيل الشكوى وعناوين المرضى للتواصل معهم لحل مشاكلهم، إلى جانب إبلاغ وسائل الإعلام بما تم اتخاذه من إجراءات لحل المشكلة أو الشكوى المطروحة. وأوضح أنه تم وضع استراتيجيات بشكل منهجي وعلمي لدراسة الشكاوى والملاحظات والاقتراحات المقدمة من المرضى وذويهم ووضع آليات محددة لقياس رضا المرضى وذويهم عن الخدمات المقدمة لهم ومن ثم تحليلها والاستفادة من النتائج لوضع توصيات لتطوير الأداء في المنشآت الصحية.