يرى المبتعث بولاية اورقون بأميركا كليب اليامي أن لا شيء في الغربة يغني عن الالتقاء بالأهل والأصدقاء في العيد، تترجم هذه العبارة مشاعر المبتعثين الذين يقضون العيد بعيدا عن الأهل والوطن، ففي الوقت الذي تعم فيه الفرحة بعيد الأضحى البيوت السعودية، حيث يكون فرصة لالتقاء جميع أفراد الأسرة، يفتقد الطلبة المبتعثون للدفء الأسري، لا سيما في تلك الأيام المباركة، خاصة الذين يوجدون في دول غير إسلامية، التي لا توجد فيها مظاهر العيد إلا في أماكن محدودة. يضيف اليامي"نحاول جاهدين أن نوجد جوا أسريا بالاجتماع معا على وليمة نعدها بأنفسنا"، مؤكدا أن حنينا قويا لأهله يجتاحه، خاصة لأكلات والدته التي تعدها في العيد، ورائحة القهوة العربية. ويشاركه الرأي الطالب عبدالعزيز بن بحير القحطاني، مؤكدا أنه لا طعم للعيد من دون الأهل والأصدقاء مستذكرا طبخات والدته كالمسخن والعريكة والسمبوسة، موضحا أنه حاول إعداد وجبات على غرارها إلا أن الحظ لم يحالفه، مما دفعه للاتصال بوالدته، وتسجيل المقادير. أما الطالبة منتهى ضيان مبتعثة بأميركا أيضا فتؤكد أن الشعائر التي تقام في المملكة أثناء فترة عيد الأضحى كالأضحية تكاد تكون معدومة في الغربة، لأن الذبح ممنوع، مفيدة بأنها وزميلاتها يكتفين بالتواصل مع أهاليهن عبر الإنترنت، على خلاف الشباب الذين يجتمعون في المطاعم والمقاهي. فيما يرى الطالب فؤاد نور أن ما يخفف غربتهم هو تجمع الشباب السعوديين في شقه أحد الطلاب للاحتفال بالعيد، مضيفا:"هذا يجعلنا نتنسم روائح العيد". أما الطالب عصام الغامدي فيوضح أن الصور التي يرسلها له أهله عن نحر الأضحية وقلي الكبدة تحرك فيه الحنين للعودة إلى ربوع المملكة، مؤكدا أن جميع الأعياد في بلاد الغربة تمر كأيام عادية، بخلاف بعض المظاهر البسيطة كإحضار بعض الحلوى وتوزيعها على زملائه، وقوله لهم "عيدكم مبارك". من جانبه، ذكر المبتعث يونس الدهمان أنه شعر بالغربة أكثر بعد انتقاله من مدينة ساندييجو، التي كان يوجد بها مركز إسلامي يصلي فيه، إلى وسط ولاية كنتاكي، مشيرا إلى اختلاف العادات فيها نظرا لقلة المسلمين الموجودين بها، مما يضطره للسفر للالتقاء بزملائه في أماكن أخرى، والاحتفال بالعيد، وإحياء عادات المملكة كلبس الشماغ والثوب. ويقول الطالب فهد بن هادي إنه يعيش أجواء العيد بالتواصل مع أهله على الإنترنت، مما يشعره بالفرحة والسرور، وإن أكثر ما يفتقده هو الاجتماع مع أصدقائه ليلا في مقاهي جدة، مضيفا: "أما هنا فنحن نعيش بين ناس لا يشعرون بأعيادنا"، على خلاف الأجواء في المملكة التي تعتمد كثيرا على التزاور الاجتماعي والتواصل الأسري في جو تملؤه الألفة.