«عيد الغربة» يمنح الذات فرصة للتعبير الصادق عن القلب، والحب، والوفاء.. فرصة يجتمع فيها الحنين مع الأمل وهي مشاعر نادرة الحدوث.. الطلاب المبتعثون للدراسة بجامعة «اليو سي اي» في مدينة ايرفاين بولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالامريكية احتفلوا بعيد الأضحى المبارك مع أشقائهم من دول مجلس التعاون الخليجي في «النادي السعودي» برعاية مجموعة الأنشطة الاجتماعية. وشهد حفل المعايدة حضور صاحب السمو الأمير سلطان بن سعد آل سعود - نائب القنصل العام في لوس انجليس - الذي لبّى دعوة ابنائه وبناته الطلاب لمشاركتهم فرحة عيد الأضحى المبارك، كما حضر المستشار «د. علي الكاظمي» - رئيس المكتب الثقافي الكويتي في لوس انجليس -، إلى جانب عدد من الأمراء والشيوخ وعدد من الشخصيات من جنسيات مختلفة، فضلاً عن حضور بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الذين شاركوا الطلاب احتفالية العيد وسط أجواء عمها الفرح والسرور، حيث استضاف الحفل المتواجدين في مدينة «ايرفاين» والمدن المجاورة ضمن «اورانج كاونتي» وخارجها في «لوس انجلس». معايدة ومبايعة وبدأ الحفل صباح يوم عيد الأضحى المبارك، حيث اجتمع الحضور لأداء صلاة العيد، ثم تبادل التهاني والتبريكات، قبل ذبح الأضاحي، وأُلقي بعدها حفل خطابي استهل بتلاوة القرآن الكريم بصوت «عبدالعزيز العثمان» - مبتعث سعودي -، لتبدأ مراسم حفل عيد الأضحى المبارك بتقديم فقراته من قبل «سعود المعارك» - مبتعث سعودي - بداية بالسلام الوطني السعودي، والسلام الوطني الكويتي، ثم السلام الوطني الأمريكي، تلاها كلمة الافتتاح التي ألقاها «تركي الشعلان» - مبتعث سعودي -، وتطرقت الكلمة لما شرعه الدين في عيد الأضحى المبارك، ورفع التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والترحم على فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كما تضمنت الكلمة مبايعة الطلاب والطالبات لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، واعدين بتقديم الغالي والنفيس من أدل وحدة الوطن الغالي. نماذج مشرفة ثم ألقت بعدها «سارة بن دخيل» - مبتعثة سعودية - كلمة تحدثت خلالها عن عيد الأضحى المبارك ومناسكه ومقاصده، والحديث عن الدين الاسلامي وتقديم معلومات كافية ووافية عن عباداته ومناسكه، والإجابة على تساؤلات الحضور من الشعوب المختلفة. بهجة العيد ارتسمت على محيا الجميع وشكر بعدها السيد «سكوت» - المرشد الأكاديمي في معهد اللغة الانجليزية - المنظمين والحاضرين خلال كلمته الخطابية، متحدثاً عن تجربته الطويلة مع المبتعثين السعوديين والخليجيين، مشيداً بحرصهم وانضباطيتهم وتفوقهم، مختتماً خطابه قائلاً باللغة العربية: «عيد مبارك». وعبّرت «دانة الغضوري» - مبتعثة كويتية - عن الفرحة التي يعيشونها خارج أوطانهم رغم الغربة وفراق الأهل والأحباب، وذلك بتعاضد أبناء الخليج واجتماعهم ووحدتهم، مشددة على أن أبناء المسلمين متلاحمون فيما بينهم ومتعايشون مع الشعوب الأخرى وقامت بإلقاء كلمتها باللغتين العربية والانجليزية. أكلات شعبية وبعد نهاية نهاية فقرات الحفل الرسمية تمت دعوة ضيوف الحفل لتناول وجبة الغداء بوجود بوفيه من المأكولات العربية والولائم التي عادة ما تقدم في مناسبتنا في أرض الوطن في أعيادنا ومناسبتنا؛ لتكتمل مواصفات الفرح الخليجي بعيد الاضحى المبارك في أمريكا. أبناء «عبدالله بن عبدالعزيز» واجهة مشرّفة أمام العالم.. والفرص أمامهم أكبر لخدمة مجتمعهم وتواصلت بعدها فقرات الحفل بمشاركات مختلفة وعروض منوعة، وكان للمبتعثين من من محافظة نجران بصمة مميزة من خلال الفقرات والفعاليات والقصائد الشعرية، وتتالت الفعاليات والأغاني الوطنية، وأغاني العيد، وشارك المبتعثون «تركي النفيع» و»أحمد السديري» و»محمد الجعفري» و»فارس العتيبي» و»زياد اليامي» بإلقاء القصائد وترديد الموالات التي تفاعل معها الحضور بشكل كبير، كما ألقى «عمر المرر» - مبتعث إماراتي - قصيدة أثنى خلالها على المملكة وشعبها وخص الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالثناء والإطراء، واشتمل الحفل على معرض صور فوتغرافية، شارك خلاله الطلاب المصورون الاحترافيون «عبدالعزيز الضويحي» و»عبدالعزيز الصليع» و»سعود العياضي». وكان للأطفال اهتماماً خاصاً حرص على إدخال البهجة والسرور في قلوبهم بعيداً عن أقاربهم وأبناء جلدتهم في أرض الوطن، حيث قام «عمار العبيد» - طالب سعودي - بإجراء مسابقات للأطفال وتوزيع الهدايا على الجميع، ولم يكن «الريال السعودي» غائباً في حفل المعايدة بأمريكا، وتضمت فعاليات الأطفال مشاركة الأطفال بتوزيع «عيديات» بالريال السعودي، وكذلك بالدولار الأمريكي. تلاحم متزايد بعد ذلك، أشاد «م. محمد المحمدي» - رئيس النادي السعودي في جامعة يو سي اي والمشرف على حفل المعايدة - ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ومدى الفوائد التي تعود عليهم بالنفع ولوطنهم أولاً، موضحاً أنه بدأ في تفعيل الأنشطة الاجتماعية بعد مرور ستة أشهر من ابتعاثه، مشيراً إلى أن «هموم الغربة» تجمعهم أكثر وتقربهم بشكل أقوى كونهم يتساعدون فيما بينهم ويمضون أيامهم بروح «الأهل»، قائلاً أنهم نظموا افطاراً جماعياً في شهر رمضان المبارك، كان هو أساس تأسيس النادي حتى توسع اليوم إلى احتفالية كبيرة بمناسبة عيد الأضحى المبارك يتواجد خلالها الطلاب والطالبات والاهالي والاصدقاء والكبار والصغار بمشاركة أكثر من (280 شخصا) من أهالي الخليج العربي معظمهم من السعودية وطلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. فارس العتيبي وذكر «المحمدي» أنهم بدأوا في تأسيس النادي السعودي في جامعة «يو سي اي» كأول خطوة لتأسيس النادي السعودي الرسمي في الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، والخطوة التي تليها هي التواصل مع الملحقية لاستكمال بقية إجراءات تأسيس النادي واعتماده الرسمي ضمن أندية الطلاب السعودية في أمريكا، والتي تدعمها وتمولها الملحقية في برامجها وأنشطتها ومحافلها، متأملاً استمرارية النادي وضمان إقامة تلك الاحتفالات والأنشطة التي تقرب الطلاب أكثر وتساعد في إيجاد بيئة تساعدهم بشكل أكبر على العطاء، طارحاً فكرة إنشاء اتحاد للأندية الخليجية يؤكد على تضامنهم داخل وخارج دول ممجلس التعاون الخليجي. مشاعر حميمية وأشاد عدد من الطلاب والطالبات بحفل المعايدة، مشيرين إلى أنه عوضهم بشكل كبير في بعدهم عن أهاليهم خاصة في أوقات المناسبات والأعياد والأفراح، حيث نوهت «أفنان العياف» - مبتعثة سعودية - والتي تكفلت بضيافة الحفل وتجهيز القاعة بأن مرور العيد دون الاحتفال به مع الأهل في الوطن من أصعب الأمور، حيث الالتقاء بكافة الأهل ومشاركة الفرحة وتبادل التهاني، مبدية سعادتها باجتماع الطلاب والطالبات في الملتقى ومعايشة أجواء المناسبة الدينية السعيدة وأشاد «م. فهد الشدي» بأجواء العيد في النادي السعودي، منوهاً بأنه مكّن الطلاب من التقارب والتلاحم اجتماعياً ونفسياً، مما يساعدهم على العطاء بشكل أكبر. وعلقت «نوف السديري» -مبتعثة سعودية- قائلة: «رغم مرور العيد أعواماً عديدة مضت، إلاّ انني وجدت في حفلنا لهذا العيد في الولاياتالمتحدةالامريكية اختلافاً كبيراً حيث شعرنا بحلاوة العيد وفرحته»، مشيرة أنها اعتادت على قضاء العيد في السعودية وإجراء الزيارات بين الأهل والأصدقاء، مبدية شوقها ل»عيد الوطن»، إلاّ أنها أثنت على «عيد الغربة» حيث الاجتماع الكبير رغم الغربة ووجود فقرات رائعة ومتنوعة وأجواء حميمية أضفت للعيد طعماً ونكهة خاصة في «ايرفاين». ووصف «م.ابراهيم المنيع» - مبتعث سعودي - العيد بعيداً عن الأهل والأحباب بالتجربة «الصعبة»، مؤكداً على أنه كان قلقاً من قضاءه بعيداً عن الأجواء السعودية، إلا أن المجهود المبذول من أفراد النادي السعودي جعلهم يستمتعون ويفرحون بالعيد، حيث أصبحت لكلمات المعايدة معنى بالغ الأثر وغير مسبوق لاختلاف المكان والزمان والبيئة وأمور أخرى من الصعوبة التعبير عنها. ثامر الشعلان، ناصر الشماسي، عبدالعزيز الشنيفي ثامر الشعلان، محمد عساف أبواثنين، نورة آل سعود ملتقى العيد ساهم في زيادة الود بين أبناء الوطن البروفيسور سكوت، البروفيسور شيفا، البروفيسور لاري أحمد السديري م. محمد المحمدي تركي الملحم البروفيسورة شيفا