لم يكن يتوقع شباب من محافظة رجال ألمع أن تجبرهم الحاجة إلى تعلم مهنة الذبح والسلخ للأضاحي بعد ارتفاع أجور الجزارين لقاء ذبح وسلخ الأضاحي، مع ازدحام المسالخ الذي يؤجل الذبح إلى مساء أول أيام العيد أو لليوم الثاني. وقد دفع ارتفاع سعر ذبح الأضحية من التيوس إلى أكثر من مئة ريال مجموعة من شباب المحافظة إلى المبادرة بذبح أضاحيهم وأضاحي أقاربهم بأنفسهم دون أجر، أما من يبعد عنهم فيأخذون منه مئة ريال عن كل أضحية. وبين المواطن محمد هادي أنه يرى أن العمالة الوافدة التي تمارس عملية الذبح والسلخ ليست أمينة في شروط الذبح والسلخ للأضحية، لذلك يتعاون مع أولاده هادي وعبد الله وأبناء أشقائه علي وعبد الله ومحمد في ذبح أضحيتهم وسلخها. وقال: الأسعار مرتفعة حيث تذبح وتسلخ الأضحية بمبلغ يتعدى مئة ريال، إضافة الزحام في أماكن السلخ، بينما ذبح الأضحية في البيت ومشاهدتها من قبل أفراد الأسرة يتوافق مع الشرع ويدخل البهجة والسرور على أفراد الأسرة، وقال علي عبد الله: المشكلة تكمن في اتكال المواطن على العمالة لأداء هذه المهمة على الرغم من أنها ليست شاقة بل ممتعة، خاصة وأنت تذبح أضحيتك وسط الأهل، وأيضًا تستطيع أن تسلخها بحرفية تحافظ بها على أجزاء الذبيحة، وهذا أمر معروف لدى أجدادنا وأبائنا منذ قديم الزمن وليس أمر مستحدث، فيمكنك الحفاظ على "المقاديم" و" الستر"، وكذلك الظهر والرقبة و "المصافيح" بعيدًا عن السرعة التي يمارسها الجزارين من العمالة الوافدة والتي لا يجيد أغلبها ذلك العمل سواء تقطيع اللحم أوتكسير العظم. أما هادي محمد فقال: هذه مهنة ممتعة وأنا من الآن قررت أتعلم فنية الذبح والسلخ وتطبيقها على الذبائح الصغيرة التي نشتريها وسأسلخها بنفسي واستغني عن المنادي.