شكلت زيارة مجموعة من الإعلاميين بينهم "الوطن" لدار الفتيان في جمعية البر بجدة، بارقة أمل لكثير من المواهب التي تحتضنها الدار لدى أيتام تتنوع مواهبهم بين المجالات الرياضية والفنية والعلمية والابتكار. إلا أنهم جميعاً يشعرون بالحاجة إلى من يمد لهم يد العون ويكشف عن موهبتم للداعمين، بخاصة وسائل الإعلام. كان هناك أشبال صغار لم تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة يعملون في تناغم أشبه بخلية نحل أثناء استعراض مواهبهم أمام ممثلي إحدى الشركات الخاصة التي كانت حاضرة للوقوف على الإمكانات والمهارات الرياضية لأيتام الدار، في خطوة من الشركة لتبني مواهبهم من الناحيتين الإنسانية والعملية". والتقت "الوطن" بالطفل عيد عبد الحميد فعبر عما يجيش في داخله من الطموح، قائلاً إن لديه طاقة إبداعية تؤهله للتفوق، ومتوقعاً أن تتحقق طموحاته وأن يكون شخصاً بارزاً إذا ما توفرت له الظروف الملائمة. وعلى رغم إشادته بالإمكانات الموجودة في الدار، إلا أنه يطالب بتنمية الطاقات الكامنة لديهم ورعايتها. ويقول المشرف في الدار الكابتن نور القديوي: "بناء على حصيلة عمل لي مع الأيتام تتجاوز 11 عاماً كمشرف للنشاط الرياضي، فإن أيتام الدار سواءً من الأشبال أو الفتيان يملكون مواهب وطموحات كبيرة في حاجة إلى احتضان مبرمج وممنهج حتى يمكن الاستفادة منها بشكل صحيح وتوجيهها التوجيه السليم". و قال ممثل الشركة محمد عبشان بنبرة تحمل العتب: "هناك أمور كثيرة يمكن أن نفعلها من أجل هذه المواهب... فعلى سبيل المثال قطاع البنوك المحلية الذي يحظى بأرباح سنوية عالية، يمكنه أن يضع مشاريع تتبنى هؤلاء الأيتام بشكل فعلي ومدروس، ليتحول الأيتام أنفسهم إلى مشاريع فاعلة في المجتمع تساهم في نهضة الوطن، ويعتبر ذلك جزءاً من المسؤولية الاجتماعية أمام فئة نحن ملزمون بمد يد العون إليها كنوع من المسؤولية الاجتماعية". وأضاف أن "الاستثمار في هذه الخامات الناشئة يعتبر ركيزة مجتمعية سيعود خيرها آجلاً على المجتمع بأكمله". وطالب عدد من أيتام الدار في حديثهم مع "الوطن" بأن تهتم وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني بهم، آملين بالتفات بعض الجهات إليهم لا سيما قطاع البنوك؛ عبر تبني مشاريع تؤهلهم للمجتمع وتظهر مواهب وصفوها بأنها ما زالت "خزائن مغلقة" من الطموحات والابتكارات، لا ينقصها إلا التقنين والرعاية من قبل الجهات الداعمة سواء كانت رسمية أو أهلية.