ردَّد متظاهرون غالبيتهم من الطلاب بمدينة واو عاصمة مقاطعة بحر الغزال بجنوب السودان هتافات مناوئة لاستقلال الجنوب وطالبوا بإعادة الاندماج مع الشمال، كما هتفوا بشعارات موالية للرئيس السوداني عمر البشير، وردت قوات الجيش الشعبي باستخدام الذخيرة الحية مما أسفر عن مصرع ثلاثة من الطلاب بالرصاص. إلى ذلك بدأت أعداد كبيرة من مواطني جنوب السودان حركة نزوح باتجاه الشمال بسبب موجة الغلاء والجوع التي ضربت بلادهم بسبب العنف وشح الأمطار. وكان وزير الشؤون الإنسانية بجنوب السودان لوال أشويل قد أكد في مؤتمر صحفي بالعاصمة جوبا الأربعاء الماضي أن بلاده تعاني من شحٍ حاد في الأغذية، وأن حكومته تسعى بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية إلى توفير 400 ألف طن من الغذاء لتجنب كارثة إنسانية محتملة، وكشف أشويل أن ما يقارب 1.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وكانت الأممالمتحدة قد أكدت الشهر الماضي أن الجنوب يواجه نقصاً حاداً في الغذاء لأن الدولة الوليدة ستنتج أقل من نصف حاجتها من الغذاء، وقالت إن عدد الجنوبيين الذين في حاجة إلى مساعدات غذائية سيرتفع إلى 1.2 مليون شخص من 970 ألف شخص حالياً. وتواجه حكومة الجنوب اتهامات واسعة وسط مواطنيها بإهمال الأوضاع الإنسانية والتغطية والتكتم على المجاعة، وأشارت مصادر إلى أن الأوضاع في غاية الصعوبة وتسود حالة من السخط والتذمر وسط المواطنين خاصة الشباب الذين ينوي كثيرون منهم الخروج في مظاهرات إلا أنهم يتخوفون من العنف الذي تقابل به قوات الجيش الشعبي المتظاهرين.