كشفت تقارير صحفية مخطط دولة الجنوب لاعتقال الرئيس السوداني المشير عمر البشير أثناء انعقاد قمة الرئيسين السوداني البشير والجنوبي سلفاكير لمناقشة القضايا الخلافية بين البلدين بهدف التوصل لحلول بشأنها. وبحسب المخطط يتم استدارج الرئيس البشير إلى جوبا بعد إبداء حسن النوايا من الطرف الجنوبي ، ومن ثم تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وتنفذ جوبا المخطط بمشاركة قوات الآفريكوم» سبق وأن أشارت «الشرق» إلى وصول معدات وإنشاء قواعد للآفريكوم بالقرب من جوبا» ومن المفترض أن تصل قوات الآفريكوم «القوات الأمريكية في أفريقيا» إلى منطقة كاودا بجنوب كردفان «وهي الآن هناك» بعد يوم من زيارة نائب الرئيس الجنوبي مشار إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن. وبعد مذكرة ترفعها لجنة حقوق الإنسان..في الجنوب.. التي يقودها ضابط الاستخبارات. وتدعى المذكرة لواشنطن إن حكومة الجنوب عاجزة عن اعتقال البشير مع أنها تقبل حكم الجنائية..وتطلب المذكرة : أن تقوم قوات الأممالمتحدة هناك باعتقال البشير عند حضوره إلى جوبا. العلمانية بدل النهج الإسلامي إلى ذلك قالت مصادر سودانية مطلعة أن المخطط يهدف تنفذه مجموعة «أولاد قرنق» بقيادة الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب لإحداث فراغ دستوري في السودان وملئه بقيادات تحالف كاودا العسكري « الجبهة الثورية الموالية لجوبا وأطروحاتها السياسية لإنفاذ أطروحة مشروع السودان الجديد الذي كان يعول عليه المجتمع الدولي لإنهاء سيطرة الإسلاميين على الحكم، وإقصاء النفوذ العربي والإسلامي من السودان من جهة، إلا أن قوة حزب البشير وإدراكه لحجم المخطط أجهض كل المساعي الدولية الرامية لتنفيذ فكرة مشروع السودان الجديد بعلمنة المجتمع السوداني واجتثاث معالم الثقافة العربية والإسلامية بعد تفكيك مكونات الدولة السودانية وإعادة صياغتها في منظومة تتواءم مع أطرحات علمنة السودان وإخراجه كليا من محيطه العربي والإسلامي، بعد إحلال مشروع الآفريقانية بدلا عن العروبة، والعلمانية بدلا عن النهج الإسلامي. إلا أن إدراك المجتمع الدولي لصعوبة تنفيذ مشروع السودان الجديد وفشل كل الخطط الساعية لتفكيك حكومة البشير ثم مشروع الدولة الإسلامية وطمس الهوية فشل بدءا من حشد القوى السياسية في السودان في تحالف سياسي واحد مناوئ حزب البشير لتلعب فيه الحركة دور اللاعب الأساس ورأس حربة في عملية التغيير، للقيام بانتفاضة انتخابية تغيير المعادلة السياسية في البلاد . وعجل فشل هذه الخطة الانتقال إلى الخطة « ب» وهي فصل جنوب السودان. إلا أن الواقع أثبت صعوبة استقرار الأوضاع في الدولة الوليدة بالقدر الذي يتناسب مع إنفاذ المخطط الدولي لتقسيم السودان لخمس دويلات تكون الدولة الوليدة أس عملية التفكيك. ولكن الواقع الداخلي لدولة الجنوب عكس هشاشة الوضع الداخلي من حروب قبلية ونزاع على السلطة ذي طابع قبلي، مما يحجم دور الدولة الوليدة في إنفاذ الاستراتيجيات الدولية الهادفة لتقسيم السودان، لذلك أراد المجتمع الدولي القبض على البشير في جوبا وتسليمه لجنايات لاهاي لخلق فراغ دستوري في البلاد، وملئه لاحقا بحلفاء جوبا من تحالف كاودا لإقامة مشروع السودان الجديد مجددا لإعادة التوازن المطلوب في المنطقة خاصة بعد صعود الإسلاميين في مصر عقب الإطاحة بمبارك . حرب السموم داخليا، شهدت الساحة السياسية في عاصمة الجنوبجوبا حربا عرفت بحرب السموم خلال الأيام الماضية، وكشف مصدر سياسي مطلع ل «الشرق»عن تعرض وزير الدفاع بحكومة جنوب السودان لتسمم. وأضاف المصدر أن الوزير الجنوبي حضرإلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمفاوضة وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين قادما من ألمانيا التي ذهب إليها لتلقي العلاج من السم . فيما أطلق الرئيس سلفاكير ميار ديت قائد التوجيه المعنوي من السجن بعد أن ألقى به خصومه من الجناح المناوئ لسلفا في السجن، إلا أن جنود الجيش الشعبي «جيش الجنوب رفضوا الانصياع لأوامر الجنرال الضعيف الخارج من السجن لتوه». في الوقت الذي واصلت فيه قبيلة الدينكا الفرار من مدينة جوبا هربا من أسبوع السموم الذي استهدف قبيلة الدينكا كبري القبائل النيلية في جنوب السودان والتي ينتمي إليها الرئيس كير. وتزامن أسبوع السموم مع تقدم القائد الجنرال توماس لاحتلال مدن الجنوب الرئيسة بعد انضمام قبيلتي النوير والمورلي إلى قوات الثوار للإطاحة بحكومة سلفاكير . ضرب وزير النفط على صعيد علاقات الجنوب بدول الجوار الإفريقية، كشف المصدر ل«الشرق» عن قيام اليوغنديين بالاعتداء بالضرب على وزير النفط بجنوب السودان بعد توقيعه على صفقات كانت تأمل كمبالا في الحصول عليها لإنعاش اقتصادها الكسيح باعتبارها الأكثر دعما للجنوب أثناء نضاله لنيل استقلاله من الشمال، وعابت يوغندا على الوزير الجنوبي منحه الصفقة البترولية لدولة كينيا والتي بدورها تمارس ضغوطا وابتزازا لتحقيق مكاسب أكبر لها. ونفى المصدر اشتراك الرئيس كير في مؤامرة القبض على البشير، ولكنه أكد نوايا كير لاحتلال أراضي الشمال الغنية بالنفط.