أعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس أن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيقوم غدا بأول زيارة إلى الخرطوم منذ انفصال الجنوب، برفقة وفد رفيع يضم ثمانية وزراء واثنين من نواب الوزراء. ورحبت الخارجية السودانية بالزيارة، وقالت إنها تأمل أن تمهد المباحثات التي سيجريها "السبيل لعلاقات حسن جوار وتعاون دائم بين البلدين". وأضاف بيان الخارجية السودانية أنه "سوف تجرى مراسم استقبال رسمي بمطار الخرطوم للرئيس الزائر حيث يستقبله الرئيس عمر البشير وعدد من الوزراء وسفراء الدول الأفريقية المعتمدين بالخرطوم". وبين الدولتين عدد من القضايا العالقة التي كان الجانبان يتباحثان حولها بوساطة من الاتحاد الأفريقي برئاسة لجنة يرأسها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو أمبيكي وهي الحدود ومنطقة أبيي المتنازع عليها بين الدولتين، وتقاسم عائدات النفط الذي يتركز إنتاجه في جنوب السودان بينما توجد موانئ التصدير وأنابيب النفط في الشمال، وقضية الديون الخارجية لدولة السودان قبل انفصال الجنوب وأصول الدولة السودانية. واستبقت سفيرة الولاياتالمتحدة في جنوب السودان سوزان بايج زيارة سلفاكير للخرطوم بدعوتها البلدين للاتفاق على صيغة مناسبة لاقتسام عائدات النفط، ودعت لاستئناف التفاوض سريعاً للوصول إلى صيغة مرضية تضمن استمرار الجنوب في إنتاج وتسويق ثروته البترولية. وقالت بايج التي تعتبر أول سفيرة أميركية لدى جنوب السودان خلال جلسة المصادقة على تعيينها في مجلس الشيوخ الأميركي أمس "يسمح الجانبان حالياً بأن يستمر إنتاج النفط وتصديره لكن في غياب اتفاق رسمي، لذلك ربما يواجه البلدان صعوبات اقتصادية جدية" معلنة أن أول مهامها الرئيسة ستكون مساعدة الدولة الجديدة على إدارة ثرواتها النفطية بأفضل طريقة. على صعيد آخر دخلت الأوضاع في السودان إلى حلبة السباق الانتخابي في فرنسا، وبدأت الأحزاب الفرنسية اللعب بهذه الأوراق لضمان الحصول على أصوات المواطنين الفرنسيين ذوي الأصول الأفريقية. وفي هذا السياق دعا الحزب الاشتراكي الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي للتحرك دون تأخير للسماح بدخول المنظمات الإنسانية لولاياتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين تشهدا أعمال عنف منذ عدة أشهر وذلك للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية جديدة. وأكد الحزب في بيان أصدره أمس أن المعارك التي تدور في الولايتين المذكورتين تسببت في عمليات نزوح واسعة للسكان هناك وأن الوضع المأساوي الذي خلفته يعيد إلى الأذهان الكارثة الإنسانية التي حدثت في دارفور. وأكد الحزب أن السبيل الوحيد لاستقرار الأوضاع بالسودان يمر عبر تشجيع الحوار السياسي بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان.