خذلت الحركة المرورية، مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وتسبّبت في تأخيره ساعة كاملة عن موعد بدء ندوة تنسيق العمل الخيري التي أقيمت مساء أول من أمس في مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض. واستهل المفتي كلمته باعتذار عن التأخير في الوصول للندوة التي بدأت في توقيتها المقرر الساعة الثامنة والنصف مساءً، لكنه وصل التاسعة والنصف قائلاً "أعتذر عن التأخير بسبب المواصلات وازدحام الطرق، وأسأل الله أن يعيننا على طاعته"، لافتًا إلى أهمية التعاون والتنسيق بين الجمعيات الخيرية. وأشار إلى أن ذلك معين على فعل الخير واستمراريته ودوامه، وعدم ازدواجية الأدوار بين الجمعيات، كما أن له فوائد عدة منها استمرار النشاط ويعين على تخفيف بعض النفقات وتيسيرها، كما يساهم في تحمل الجميع لمسؤولياتهم وواجباتهم، مطالبًا بتقييم نتائج هذا التنسيق ومعرفة إيجابياته والتغلب على السلبيات. وقال آل الشيخ إن بلدنا يتسم بالعديد من صور الخير والبر ويتطلب ذلك التعاون بين الجهات، مشيدًا بدور أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في رعاية ودعم الجمعيات الخيرية. من جانبه، أشاد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للتنمية الاجتماعية عبدالعزيز الهدلق بدعم حكومة خادم الحرمين للجمعيات الخيرية البالغ عددها 612 جمعية و 89 مؤسسة خيرية خاصة تدعمها الوزارة بأكثر من 450 مليون ريال، إضافة للعديد من الإعانات العينية والطارئة والإنشائية لاستمرار أعمال البر والتدريب والتأهيل وخدمة الأيتام والمعوقين. ودعا رئيس اللجنة التنفيذيّة بجمعية "إنسان" الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز في كلمته بالندوة البنوك والشركات إلى إنشاء صناديق متخصصة في إدارة أعمال الوقف وأعمال الجمعيات والمؤسسات الخيريّة، لافتا إلى أن الطلب على خدمات جمعية إنسان يتزايد بمعدّل يتراوح بين 10 و 15 % سنويا نتيجة لازدياد عدد السكان والهجرة للمدن. وقال أمين منطقة الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف في كلمته "المملكة تمثل نموذجًا فريدًا في العمل الخيري والتكافل الاجتماعي والتلاحم بين المحسنين والمحتاجين، حيث إن هذه الشريحة من المحتاجين يلقون اهتمامًا كبيرًا من الحكومة من جانب، ومن القطاع الخيري من الجانب الآخر. إلى ذلك، أشارت رئيسة جمعية أسر التوحّد الخيرية الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل فرحان في كلمتها التي نقلت صوتيا من القاعة النسائية إلى أهمية الاستفادة من تجارب الدول المتقدّمة في دمج المعاقين والمحتاجين في المجتمع ومراعاة الجوانب النفسية للأسرة وضرورة الدعم المالي للجمعيات لتقوم بدورها على أكمل وجه، وتفعيل دور وزارة الأوقاف في دعم الجمعيات عبر تخصيص أوقاف يعود ريعها للجمعيات. وفي نهاية الندوة تم تكريم الداعمين والجهات المشاركة في دعم الجمعيات الخيرية.