تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض دشن صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض أمس الاول بمركز الأمير سلمان الاجتماعي أعمال ندوة تنسيق العمل الخيري, والتي ينظمها المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض بحضور سماحة مفتي عام المملكة, رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئيس اللجنة التنفيذية بجمعية إنسان. وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقى المشرف على مكتب المجلس التنسيقي الدكتور عبدالله آل بشر كلمة أوضح فيها أن هذه الندوة تقام بناءً على توصية من المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس المجلس, وشكر د. آل بشر في كلمته صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالإنابة على دعمه المجلس, وسمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف المشرف العام على المجلس لتوجيهاته ومتابعته لتحقيق أهداف المجلس وفي مقدمتها التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالمنطقة والتي بلغ عددها أكثر من مائة جمعية خيرية, إضافة إلى عدد كبير من المؤسسات الخيرية وقريباً سيكون بنك الملك عبدالله للطعام والكساء رافداً جديداً لدعم المحتاجين. ثم ألقيت كلمة وزير الشؤون الاجتماعية والتي ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للتنمية الاجتماعية عبد العزيز الهدلق أكد فيها إن الوزارة لا تألو جهداً في دعم الجمعيات الخيرية والتي تشهد زيادة في أعدادها على مستوى المملكة حيث تجد كل الدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين لكي تقوم بدورها على أكمل وجه وتحقق الغاية التي أنشئت من اجلها. بعده ألقيت كلمة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود ألقاها نيابة عنه وكيل الجامعة الدكتور فوزان الفوزان والذي شدد على ضرورة إنشاء قاعدة بيانات للجمعية الخيرية حتى لا يكون هناك ازدواج في الخدمات التي تقدمها للمستفيدين وحرمان شرائح أخرى من المجتمع وطالب بضرورة الاستفادة من الخبرات المتراكمة والتجارب الثرية لبعض الجمعيات وتعميد الاستفادة منها في الجمعيات. الأمير فيصل بن سلمان يستعرض تجربة «إنسان» في تنمية الموارد المالية وتمويل برامجها الخيرية وركز د. الفوزان على أهمية التنسيق بين الجمعيات الخيرية في مجال البحوث والدراسات والبحوث الفكرية والعلمية والخدمات التي تقدمها هذه الجمعيات خاصة فيما يتعلق بالمشاريع المتشابهة والتي تؤدي الغرض نفسه بدلا من عمل دراسات وبحوث متشابهة ومكلفة والتنسيق في توفير بعض المستلزمات المادية حيث يؤدي ذلك إلى خفض التكلفة الكلية وكذلك التنسيق في مجال التدريب والدورات الموحدة تهدف إلى خدمة الجميع. بعدها تحدث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية إنسان عن تنمية موارد الجمعيات الخيرية وآليات التنسيق فيما بينها في مجال الاستثمار وتنفيذ المشاريع المشتركة مستعرضاً لتجربة جمعية إنسان وما تتخذه من أساليب مختلفة لتنمية الموارد سواء كان عبر الاتصال المباشر عن طريق المكاتب أو عن طريق وسائل الاتصال المختلفة لجمع هذه التبرعات أو الاتصال برجال الأعمال أو عن طريق مكاتب الجمعية أو من خلال وسائل الإعلام الجديد مشيدا بدور شركة الاتصالات السعودية واتحاد اتصالات موبايلي في المساعدة على جمع التبرعات للجمعية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الأخرى كالصحف والتليفزيون. المفتي العام: فعل الخير عنوان الإيمان الصادق والتنسيق بين الجمعيات الخيرية يمنحها القوة مؤكدا سموه أن الجمعية تعمل على أن تكون هذه التبرعات كافية لتغطي 50% من نفقات الجمعية, حيث أن 90% من أنشطتها وبرامجها تعتمد على التبرعات والصدقات و 10% تقريباً استثمارات صندوق جمعية إنسان, وقال سموه إن الجمعية تأمل أن تتحسن هذه المعادلة حتى لا يحدث تذبذب في الدخل والذي يترتب عليه العجز. مشيرا إلى أن التكاليف الإدارية للجمعية وهي النفقات والرواتب وغيرها لا تتجاوز 15% تقريباً من الإيرادات ونحن ملتزمون بهذا. ثم تواصلت فعاليات افتتاح الندوة بكلمة لصاحبة السمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفرحان آل سعود رئيسة مجلس إدارة اسر التوحد حول قيمة العمل الخيري, وإسهامات الجمعيات الخيرية النسائية في خدمة المجتمع من خلال عرض لتجربة جمعية أسر التوحد الخيرية قالت فيها ان الدعم والتدريب الأسري لذوي التوحد والعاملين معهم يعلب دورا أساسيا في تقديم ارقى الخدمات لذوي التوحد حيث أن الطفل يتواجد مع أسرته بشكل كبير وأن أغلب مهاراتهم تكون داخل وأكدت إن المتخصصين في التربية الخاصة والباحثين والمفكرين في هذا المجال قد اكتشفوا من خلال دراساتهم إن أولياء الأمور"لديهم ما يقدمونه، فالأسرة تمتلك معلومات مهمة عن ذوي التوحد وهي قادرة إذا أتيحت لها الفرصة وزودت بالتدريب والدعم المناسبين أن تسهم بفاعلية في تدريب ذوي التوحد جنبا إلى جنب مع المعلمين والمهنيين الآخرين. الأمير عبدالعزيز بن عياف مفتتحاً الندوة بعد ذلك استمع الحضور إلى كلمة من سماحة مفتى عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قال فيها إن الجمعيات المتعددة كجمعيات البر وجمعيات رعاية الأيتام وغيرها هي جمعيات متعددة وكل يؤدي واجبه بمسؤولية ولعل اجتماع هذه الجمعيات المتعددة وارتباطها والتنسيق بينها يعين على أداء عملها واستمرارية كل منها. وأضاف سماحته أن فعل الخير هو عنوان الإيمان الصادق, والمؤمن الحق هو الذي يفعل الخير ليتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى ويترك جاه الدنيا, ولذا قال تعالى" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء" . الأمير ابن عياف: المؤسسات والجمعيات الخيرية تواجه تحديات كبيرة من أهمها إيجاد مصادر تمويل منتظمة لأنشطتها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الدال على الخير كفاعله)). وإذا نظرنا إلى الجمعيات المتعددة وأنشطتها المختلفة فسوف نجد أن كل هذه الجمعيات هدفها واحد وغايتها واحدة ورأينا أن التنسيق بين الجمعيات والتعاون بينها سوف يحقق الأهداف المطلوبة كما أن استعانة البعض بالبعض يساهم في توضيح الرؤية. كما أن التنسيق بين الجمعيات يعطينا أموراً عديدة منها عودة القوة والنشاط لهذه الجمعيات كما أنه يساعد في التقليل من النفقات, فعلى كل منا أن يتحمل جزء من الواجب وعلى الجميع أن يتعاونوا فيما بينهم, فالتعاون يدل على الإخلاص, والإخلاص هو عنوان لهذا التعاون والتكامل. واستطرد سماحته لعل هناك من يعتقد أنه إذا تعاون مع غيره أو اشترك معه في عمل ما فقد قلل من شأنه وذهب مجهوده ويرى أن التنسيق يسلبه الجاه ويسلبه القدرة ويجعله تابعاً لغيره, وهذا اعتقاد خاطئ ,فأنت ليس تابعاً لأحد بل أنت جزء من كل هؤلاء, فيجب علينا أن نتعاون جميعاً حتى تستمر هذه الجمعيات فالهدف واحد والغاية واحدة. ونحن إذا نظرنا إلى هذه الجمعيات الخيرية وتعددها ونظرنا إلى التنسيق فيما بينها ونتائج هذا التنسيق سوف نرى حقاً أن الدعوة إلى التنسيق هي دعوة صادقة ودعوة صالحة ,حتى لا تضمحل هذه الجمعيات وتكون قادرة على أداء دورها على أكمل وجه, فنحن مع التنسيق وتعاون الجمعيات الخيرية لأن الغاية والهدف هو الإصلاح والمساعدة ولابد من التعاون الجاد والعمل الدوؤب وأن يكون بعضهم عوناً لبعض. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى" فالتعاون فيه الخير الكبير ويجب أن نستغل هذا التنسيق كل فترة لننظر ما هي السلبيات وكيف يمكن التغلب عليها وتلافيها فيما بعد وأن ننظر إلى الإيجابيات التي تحققت من خلال التعاون. ثم ألقى راعي الحفل سمو الامير د. عبدالعزيز بن عياف كلمه أشاد فيها بدور واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبمساندة من سمو نائبه للعمل الخيري حيث يرأس سموه المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض وهذا المجلس ينسق بين الجمعيات الخيرية بالمنطقة مساهماً في دعم البرامج والمشاريع الخيرية ويحرص على الاهتمام بالفقراء والمحتاجين حيث لمست حجم العمل الذي يقوم به سموه الكريم في التوجيه والدعم لهذا المجلس بما يعود بالنفع والفائدة, واستطرد سموه وهو أمر ليس بغريب على سموه الأمير سلمان بن عبدالعزيز صاحب تجربة ثرية في ميدان العمل الخيري وقد تم عقد عدد من الاجتماعات التي كان لها الأثر الإيجابي في مسيرة الجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض وذلك بفضل من الله ثم بفضل التوجيهات المستمرة التي تتلقاها الجمعيات من سموه الكريم, وسمو نائبه, وتتطلع إلى المزيد من العطاء لهذا المجلس لما فيه مصلحة الجمعيات الخيرية في المنطقة لمواصلة دورها وعملها في خدمة المحتاجين وإقامة الأعمال الكفيلة بتطورها وسرعة إنجاز مهامها ونجاحها في القيام بدورها على أكمل وجه. وأكد سمو أمين منطقة الرياض والمشرف على المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية إن المؤسسات والجمعيات الخيرية تواجه تحديات كثيرة من أهمها إيجاد مصدر دخل ثابت ويأتي هذا في مقدمة أهداف المجلس, إضافة إلى ترسيخ مفهوم العمل المؤسسي المستدام والاستفادة من مختلف التجارب المحلية والدولية المتميزة لمواجهتها.