"انتهت حكايتك معنا أيها الشبح الأصفر". يتنفس الجداويون الصعداء والهواء العطر قريبا، حين يتحقق حلمهم بمفارقة مشهد صهاريج الصرف الصحي الصفراء التي تعج بها بعض أحياء المدينة، بعدما صارت العنصر الرئيس في الشوارع وأمام المنازل، والصورة العالقة في ذاكرة القادمين من بعيد. فسكان في جدة أمضوا حياتهم هاربين من صهاريج الصرف الصحي، كما يهرب الناس من "الظربان" الحيوان كريه الرائحة. أشمغتهم على أنوفهم اتقاء رائحة تزكم الأنوف، وأذيال ثيابهم في أيديهم خوفا من نجاسة الماء الملوث، يبحثون عما طال ترقبه. وبعد انتظار دام نحو 30 عاما، يقف سكان جدة على أعتاب مرحلة جديدة، بعدما تأكد ل"الوطن" من مصادر في شركة المياه الوطنية، أن الأيام المقبلة ستشهد مرحلة البدء في تركيب التوصيلات المنزلية لشبكة الصرف الصحي، عبر إيصال خزانات مياه المجاري لنحو 20 ألف منزل بالشبكة الرئيسية كمرحلة أولى، وبواقع 2500 توصيلة شهريا، وهي المرحلة التي سيبدأ معها تقلص عدد الصهاريج الصفراء، وكذلك المناطق التي تشهد شوارعها طفوحات شبه يومية لمياه المجاري.