بدأت مدينة جدة تتغلّب على جزء من مشكلاتها وازدحاماتها عن طريق مشروعها الكبير المعروف بالصرف الصحي، وقد ابتهج سكان معظم الأحياء بأن العمل يتمّ سريعاً في مد التوصيلات إلى منازل السكان بعد أن عانت جدة طويلاً من هذا المشروع الذي تأثّر بطول سنوات البنية التحتية ولم يتشاف منه إلا في هذه الأيام التي عملت خلالها الشركة المشرفة على المشروع بجدية، لدرجة أن السكان ينامون ثم يستيقظون على شبك توصيلات المجاري في منازلهم بالشبكة الرئيسية. وكل الشوارع والأحياء التي وصلت لها توصيلات شبكة الصرف الصحي بدأت تستعيد عافيتها من جراء عدم تسرب مياه البيارات في الشوارع كلما تأخر شفط البيارة بواسطة سيارات وايتات الصرف الصفراء. زد على ذلك سلامة الطبقة الإسفلتية من الهبوطات بعد أن أزاحت الشركة بإيصال التوصيلات إلى المنازل أي عيوب في سفلتة الشوارع. وقد رأيت كثيراً من السكان يهللون ويرقصون بعد أن ربطت بيارات منازلهم بشبكة الصرف الصحي الرئيسية وارتاحوا من معاناة وايتات شفط البيارات التي تكلفهم شهرياً دفع نصف دخلهم لشفط بياراتهم وقد لا يسلمون أحياناً إذا تأخر وايت الشفط وسالت البيارة من غرامة مادية يدفعونها صاغرين للبلدية جزاء على تسرب مياه بياراتهم إلى الشوارع وكذلك ما تخلّفه من روائح كريهة. إن هذا المشروع المسمّى بالصرف الصحي أهم مشروع تبدأ به مدينة جدة فمن خلاله سيتنفس الناس الصعداء بعد أن طالت مدة اكتماله، لكن السكان بدأوا أخيراً في بعض الأحياء يرتاحون من مشكلاته.