قاومت القوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي هجوما على مسقط رأسه بشراسة من يخوض على الأرجح مواجهته الأخيرة. وتركز القتال عند ساحة إلى الشرق من وسط مدينة سرت حيث حاصر القناصة ونيران مدفعية وصواريخ المدافعين عن المدينة قوات الثوار. وعصر أول من أمس وبعد عدة ساعات من المعارك ترك مقاتل من الثوار وحدته قرب الساحة وتقهقر إلى الخلف لطلب المساعدة. وكان يصرخ في حالة ذعر. وقال مسؤولون مناهضون للقذافي أن كثيرا من الموالين له الأكثر صلابة تراجعوا من أجزاء أخرى من البلاد إلى سرت ومعهم الإمدادات والأسلحة عندما انتشرت قوات المجلس الوطني الانتقالي. وفي سياق متصل قتل قائد الثوار على الجبهة الشمالية لبني وليد ضو الصالحين الجدك إثر إصابة سيارته مساء أول من أمس بصاروخ حراري في المدينة التي يحاول الثوار السيطرة عليها منذ أكثر من أسبوعين. وقال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل "استشهد قائد الجبهة الشمالية ضو الصالحين الجدك إثر قصف سيارته بصاروخ حراري خلال توجهه إلى موقع المعارك في بني وليد". إلى ذلك أفاد مسؤول عسكري ليبي كبير أن القذافي مختبئ فيما يبدو قرب بلدة غدامس بغرب ليبيا بالقرب من الحدود مع الجزائر تحت حماية رجال من الطوارق. وقال هشام أبو حجر وهو مسؤول عسكري كبير في القيادة الجديدة بليبيا في اتصال تلفوني إن الطوارق مازالوا يؤيدون القذافي ويعتقد أنه في منطقة غدامس. وقال أبو حجر منسق البحث عن القذافي إن الزعيم المخلوع يعتقد أنه كان في بلدة سمنو الجنوبية منذ أسبوع قبل أن ينتقل إلى غدامس. وأشار أبو إلى أن سيف الإسلام نجل القذافي في بني وليد ونجله الآخر المعتصم في سرت. وفي الإطار نفسه كشفت وزارة الخارجية السويسرية أمس أنها قامت بتنظيم اجتماعين في سويسرا بين ممثلين عن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي وممثلين عن الطوارق مِن النيجر ومالي. وقال المتحدث باسم الوزارة أن المباحثات جرت يوميّ 6 و7 آغسطس و21 و22 سبتمبر بناء على طلب مِن الطرفين. ورفض المتحدث الكشف عما دار خلال المباحثات، غير أن مصادر مُطلعة أشارت إلى أنها تركزت حول كتائب الطوارق التي تعمل لصالح القذافي داخل ليبيا.