قتل قائد الثوار الليبيين على الجبهة الشمالية لبني وليد ضو الصالحين الجدك، إثر اصابة سيارته، الليلة قبل الماضية، بصاروخ حراري في المدينة التي يحاول مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي السيطرة عليها منذ أكثر من أسبوعين، فيما أكد قائد ميداني للثوار، أمس، أن ثوار مصراتة ألقوا القبض على المتحدث الرسمي باسم النظام السابق موسى إبراهيم، بينما قال مسؤول عسكري كبير إن القذافي مختبئ فيما يبدو قرب بلدة غدامس، غرب ليبيا، بالقرب من الحدود مع الجزائر تحت حماية رجال من الطوارق، ودعا رئيس المجلس العسكري الليبي عبدالحكيم بلحاج إلى منح الإسلاميين الليبيين حصة في السلطة، وفي وقت أفرجت السلطات التونسية عن البغدادي المحمودي بعد تبرئته، أعلن مسؤول شؤون العدل في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاقي، أمس، أن النائب العام أصدر مذكرة جلب، بحق البغدادي المحمودي من تونس. وتفصيلاً، قال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبدالله كنشيل لوكالة «فرانس برس»، أمس، «استشهد قائد الجبهة الشمالية ضو الصالحين الجدك، إثر قصف سيارته بصاروخ حراري ( الليلة قبل الماضية)». وأضاف ان «الجدك قتل خلال توجهه الى موقع المعارك، في بني وليد». وكان ضو الصالحين الجدك أحد أبرز القادة الميدانيين للثوار، الذين يخوضون معارك للسيطرة على بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس)، منذ اكثر من أسبوعين. والجدك المتحدر من بني وليد امضى 18 سنة في السجن الذي غادره في فبراير الماضي، وذلك على خلفية مشاركته في الانتفاضة التي نظمت ضد نظام معمر القذافي، وانطلقت من بني وليد عام ،1993 بحسب ما أبلغ القائد العسكري «فرانس برس»، قبل يومين من مقتله. ويشكل مقتل الجدك انتكاسة جديدة بالنسبة للثوار الذين يواجهون مقاومة عنيفة من قبل كتائب القذافي، التي تقصفهم بصواريخ غراد وبالقذائف، إضافة الى القنص. يأتي ذلك في وقت قال أحمد الترهوني، أحد القادة الميدانيين، ل«يونايتد برس إنترناشنال»، إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من ثوار مصراتة المرابطين على تخوم مدينة سرت، أكدوا فيه أنهم ألقوا القبض على المتحدث الرسمي باسم القذافي، موسى إبراهيم. وأشار إلى أنه تم القبض على إبراهيم خلال محاولته الخروج من سرت متنكراً، خلال عملية إجلاء سكان المدينة لحمايتهم من العمليات العسكرية الجارية فيها. ولفت إلى أنه تم نقل إبراهيم إلى مدينة مصراتة، فور القبض عليه في ساعة متأخرة من الليلة الماضية. بدوره، قال هشام أبوحجر، وهو مسؤول عسكري كبير في قيادة الثوار، في اتصال هاتفي مع «رويترز»، إن الطوارق مازالوا يؤيدون القذافي، ويعتقد أنه في منطقة غدامس. وقال أبوحجر، منسق البحث عن القذافي، إن الزعيم الليبي المخلوع يعتقد أنه كان في بلدة سمنو الجنوبية، منذ اسبوع قبل أن ينتقل الى غدامس. وأشار أبوحجر الى أن سيف الاسلام نجل القذافي في بني وليد ونجله الاخر المعتصم في سرت مسقط رأس القذافي. وأضاف أن الاثنين يفكران في مغادرة ليبيا ربما إلى النيجر. وقال أبوحجر ان معظم القبائل في الجنوب ضد القذافي باستثناء الطوارق الذين مازالوا يؤيدون القذافي. وأضاف من دون ان يخوض في تفاصيل، أنه وقع قتال بين الطوارق الموالين للقذافي والعرب الذين يعيشون في الجنوب وأن هناك عملية تفاوض تجري، مشيرا إلى ان عملية البحث عن القذافي قد اتخذت مسارا مختلفا. وكانت السلطات التونسية قد اطلقت سراح رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي، بعد تبرئته من تهمة دخول البلاد بطريقة غير شرعية، كما اكد محاميه ووزارة العدل التونسية. وقال عارف الرويسي محامي المحمودي ان المحمودي غادر سجن المرناقية جنوب غرب تونس، حيث كان موقوفا. وأضاف انه «يجهل الوجهة التي توجه اليها اثر ذلك». وفي إطار أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، دعا عبدالحكيم بلحاج إلى منح الإسلاميين الليبيين حصة في السلطة، وحذّر من أن الجماعات الإسلامية لن تسمح للساسة العلمانيين بتهميشها أو استبعادها في مرحلة ما بعد نظام العقيد معمر القذافي. وكتب بلحاج، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» أمس، «علينا أن نقاوم محاولات سياسيين ليبيين استبعاد بعض الذين شاركوا في الثورة، لأن قصر النظر السياسي هذا يجعلهم غير قادرين على رؤية المخاطر الضخمة من وراء هذا الاستبعاد أو خطورة رد فعل الأطراف التي يتم استبعادها». وقال إن «واحداً من أخطر التحديات التي تواجهنا الآن هو كيفية إصلاح الصدوع التي أحدثها نظام القذافي في المجتمع الليبي».