سرت - أ ف ب، رويترز - ما زالت مدينتا سرت وبني وليد آخر معاقل القوات الموالية للزعيم الليبي الفار معمر القذافي، تقاومان هجمات القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الذي يجد صعوبة في تخطي خلافاته لتشكيل حكومة. وقُتل قائد الثوار الليبيين على الجبهة الشمالية لبني وليد ضو الصالحين الجدك إثر إصابة سيارته بصاروخ حراري. وأكد مسؤول عسكري كبير أمس أن القذافي مختبئ في ما يبدو قرب بلدة غدامس في غرب ليبيا تحت حماية رجال من الطوارق. وقال القيادي العسكري في المجلس الانتقالي هشام أبو حجر إن الطوارق ما زالوا يؤيدون القذافي ويعتقد أنه في منطقة غدامس قرب الحدود مع الجزائر. لكن الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي أحمد باني شكك في هذه التقارير. وقال إن نجل معمر القذافي، سيف الاسلام، موجود في بني وليد، فيما شقيقه معتصم في سرت التي أشار إلى أن الثوار باتوا يسيطرون على مطارها ومينائها. وقال: «ما نؤكده ونعرفه أن سيف الإسلام موجود في بني وليد ومعتصم في سرت». وأضاف باني أن الحديث عن مكان تواجد والدهما «أصبح يشبه الألغاز التي لا تشغلنا في الوقت الحالي... سنسعى وراء هذا الميت الفار بعد ان تتحرر كل المدن الليبية». وأكد أن «مطار سرت وقاعدة سرت الجوية والميناء باتت تحت سيطرة الثوار، إضافة إلى شمال المدينة بعد تحرير معبر رئيسي فيها». ورأى أن معركة سرت «محسومة لن نخسرها أبداً والحسم فيها مسألة أيام لا أكثر». ومنعت النيران المكثفة للقناصة والمدفعية التابعة لقوات القذافي قوات الحكومة الانتقالية من التقدم في سرت أمس. ويواجه مقاتلو المجلس الانتقالي مقاومة شديدة من الموالين للقذافي الذين تمكنوا من التشبث بالمدينة بعد أكثر من شهر من سقوط نظام الزعيم الليبي. ويعيق غياب التنسيق والانقسامات على الجبهة محاولاتهم للتقدم. ووقعت اشتباكات على بعد نحو كيلومترين إلى الشرق من وسط سرت حيث تتعرض قوات المجلس الانتقالي لضغط من نيران القناصة والمدفعية لليوم الثاني على التوالي. وقال القائد الميداني عمران العويمي إن قواته كانت تحاول تعزيز مواقعها في سرت وحولها، بما في ذلك مطار القرضابية الذي يقع إلى الجنوب مباشرة من سرت ومطار آخر جنوبي راس لانوف. وفي سرت نفسها، دفعت قوات المجلس الوطني بدبابتين و12 شاحنة من قوات المشاة في محاولة لكسر الجمود. لكن القناصة أوقفوا الهجوم مجبرين المهاجمين على اتخاذ ساتر. وقال مسعفون في مستشفى في راس لانوف إنهم استقبلوا ست جثث لمقاتلين من المجلس الانتقالي لقوا حتفهم في القتال على الجبهة الشرقية لسرت. وأصيب 45 آخرون كثير منهم بنيران القناصة. وفي بني وليد، قال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل أمس: «استشهد قائد الجبهة الشمالية ضو الصالحين الجدك إثر قصف سيارته بصاروخ حراري مساء الثلثاء». وأضاف أن «الجدك قتل خلال توجهه إلى موقع المعارك في بني وليد». وقال أحمد باني إن «الشهيد ضو كان أحد ضباط الجيش في السابق، واستشهاده يؤكد أننا ندفع ثمن التحرر وأننا نقدم شهداء من الجيش في سبيل حرية ليبيا». وأوضح الطبيب أحمد إدريس الذي يعمل قرب بني وليد أن «القائد الكبير ضو الصالحين قُتل عند حوالى الساعة السادسة من مساء الثلثاء مع اثنين من أقربائه»، مؤكداً أن سيارته أصيبت بصاروخ حراري. وكان ضو الصالحين الجدك أحد أبرز القادة الميدانيين للثوار الذين يخوضون معارك للسيطرة على بني وليد (170 كلم جنوب شرقي طرابلس) منذ أكثر من أسبوعين. والجدك المتحدر من بني وليد أمضى 18 سنة في السجن الذي غادره في شباط (فبراير) الماضي، وذلك على خلفية مشاركته في الانتفاضة ضد نظام القذافي وانطلقت من بني وليد عام 1993. ويشكل مقتل الجدك انتكاسة جديدة بالنسبة إلى الثوار الذين يواجهون مقاومة عنيفة من قبل كتائب القذافي التي تقصفهم بصواريخ غراد وبالقذائف إضافة إلى القنص. وكان مقاتلو المجلس الانتقالي شنوا هجوماً واسعاً للسيطرة على بني وليد في العاشر من الشهر الجاري، لكنهم انسحبوا بعدما واجهوا مقاومة شرسة، وأبقوا على مواقع لهم عند المدخل الشمالي للمدينة. وكانت القوات المتمركزة في محيط بني وليد تستعد أمس لشن هجوم جديد على المنطقة بعد مواجهات أوقعت أربعة قتلى و11 جريحاً في صفوفها.