تأتي احتفالات المملكة باليوم الوطني هذا العام وقد تحقق للمملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها في المناطق عدد كبير من الإنجازات الملموسة في تطوير السياحة الداخلية والآثار والمتاحف والتراث الوطني، وتأسيس منظومة متكاملة من الشراكة في التنمية السياحية، وما تبع ذلك من الإقبال على السياحة والتعامل معها بثقة من جميع فئات المجتمع. وواصلت الهيئة العامة للسياحة والآثار في ظل الدعم والتوجيه الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، جهودها الهادفة إلى تحويل السياحة إلى قطاع منتج اقتصادياً ومثرٍ ثقافياً واجتماعياً، وموفر لفرصٍ حقيقية للنمو والاستثمار تصب في مصلحة الوطن والمواطن, ونشر وعي أهمية التراث الوطني وتنفيذ عدد من برامجه المختلفة. وحققت الهيئة هذا العام إنجازات غير مسبوقة في مجال الآثار يأتي في مقدمتها كشف "المقر" في وسط المملكة الذي تشرف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز والفريق العلمي السعودي المشارك في الاكتشاف بعرضه على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقصر الصفا بمكة في شهر رمضان الماضي, حيث استمع الملك المفدى إلى شرح مفصل من سمو رئيس الهيئة عن الكشف الأثري الذي يعد أقدم موقع تم اكتشافه حتى الآن لاستئناس الخيل في العالم كما أبرز النشاطات الحضارية التي مارسها سكان المنطقة في فترة العصر الحجري الحديث. وأظهر الاكتشاف حضارة قديمة يتجاوز عمرها 9000 سنة قبل الميلاد، وشكل هذا الحدث اكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي، حيث إن آخر الدراسات حول استئناس الخيل تشير إلى حدوث هذا الاستئناس لأول مرة في أواسط آسيا (كازاخستان) منذ 5500 سنة قبل الوقت الحاضر. وهذا الاكتشاف يؤكد أن استئناس الخيل تم على الأراضي السعودية في قلب الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ بزمن طويل. وفي صدد الاكتشافات الأثرية الأخرى، شهد العام الحالي كثيرا من الكشوفات الأثرية الأخرى, حيث اكتُشفت آثار فرعونية في الجزيرة العربية - للمرة الأولى في تاريخ المملكة - تعود للقرن الثاني عشر قبل الميلاد حيث عُثر على خرطوش الملك رمسيس الثالث بالقرب من واحة تيماء التاريخية، ما أوصل إلى وجود طريق تجاري مباشر يربط وادي النيل بتيماء، كان يستخدم في عهد الفرعون رمسيس الثالث في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ومن بين الاكتشافات الأثرية كذلك ما كشف عنه فريق أثري تابع لهيئة السياحة والآثار من اكتشاف مدينة تاريخية تقع شمال مدينة الجبيل (إسكان كلية الجبيل الصناعية) في موقع الدفي الأثري ويعود عمرها إلى أكثر 1200 عام، وهو ما اعتبره باحثون أكبر كشف أثري بالمنطقة الشرقية، ويؤرخ الموقع إلى الفترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعد الميلاد.