كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن أول آثار فرعونية في الجزيرة العربية تعود للقرن الثاني عشر قبل الميلاد اليوم في مؤتمر صحفي أقيم في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض . وأعلن نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي إبراهيم الغبان ، عن اكتشاف أول نقش هيروغليفي في الجزيرة العربية على صخرة ثابتة بالقرب من واحة تيماء ، يحمل توقيعاً ملكياً " خرطوش مزدوج " للملك رمسيس الثالث أحد ملوك مصر الفرعونية الذي حكم مصر بين ( 1192 - 1160 ) قبل الميلاد . وقال الغبان في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة في المتحف الوطني بالرياض اليوم (الأحد7/11/2010 ) إن علماء الآثار السعوديين اكتشفوا النقش بالقرب من واحة تيماء التاريخية الشهيرة التي تعد من أكبر المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية ، حيث تبلغ أطوال ماتبقى من الأسوار الأثرية التي تحيط بها في الوقت الراهن ( 13 ) كلم . وأوضح أنه تم العثور على خرطوش الملك رمسيس الثالث قبل 4 أشهر ، وقد أثار العثور عليها بالقرب من تيماء في منطقة تبوك تساؤلاً كبيراً حول أسباب وجوده في عمق الشمال الغربي للجزيرة العربية . وأضاف الدكتور الغبان أن علماء الآثار السعوديين أجروا بحثاً ميدانياًُ ومكتبياً توصلوا من خلاله إلى وجود طريق تجاري مباشر يربط وادي النيل بتيماء ، وكان يستخدم في عهد الفرعون رمسيس الثالث في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، وتسير عليه القوافل المصرية للتزود من تيماء بالبضائع الثمينة التي اشتهرت بها أرض مدين مثل البخور والنحاس والذهب والفضة . وأشار الغبان الى أن الطريق الذي يربط وادي النيل بتيماء محدد بتواقيع ملكية ( خراطيش ) للملك رمسيس الثالث وضعت على مناهل في شبة جزيرة سيناء والجزيرة العربية . وأشار الدكتور الغبان إلى أن الطريق يمر هذا الطريق بعد وادي النيل بميناء القلزم ثم مدينة السويس حيث يوجد معبد للملك رمسيس الثالث ، ثم يسير بحراً إلى سرابيط الخادم بالقرب من ميناء أبو زنيمة على خليج السويس ، حيث عثر هناك على النقوش للملك رمسيس الثالث أيضاً ، ثم يعبر شبة جزيرة سيناء بشكل عرضي ويمر على منهل وادي أبو غضا بالقرب من واحة نخل ، حيث عثر فيه أيضاً على خرطوش مزدوج مماثل لخرطوش تيماء يحمل اسم الملك رمسيس الثالث ، ويتجه الطريق الى رأس خليج العقبة ويمر على موقع نهل ثم موقع تنمية ، وقد عثر في كل منهما على خرطوش مزدوج للملك رمسيس الثالث يماثل خرطوش تيماء ، كما توجد إشارة في بردية للملك رمسيس الثالث إلى إرساله أناساً لجلب النحاس من بلد مجاور . وأكد الغبان أن اكتشاف هذا الطريق سيشكل نقطة تحول في دراسة جذور العلاقات الحضارية بين مصر والجزيرة العربية ، مشيراً إلى أنه لم يستخدم لمناسبة واحدة ، وأن هناك المزيد من المعلومات سيتم الكشف عنها في المستقبل .