دارت معارك طاحنة أمس في مدينة بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) أحد آخر معاقل العقيد الليبي الفار معمر القذافي بعد أن دخلتها أعداد كبيرة من الثوار أمس. وقال مصدر ليبي إنه شاهد أعمدة دخان ترتفع من مواقع في المدينة من على بعد حوالي ستة كيلومترات عن وسطها، بينما يتواصل دوي انفجارات وأصوات الرصاص بسبب المعارك في المدينة. كما أوضح مسؤول التفاوض عن الثوار عبدالله كنشيل أن "القتال شرس في بني وليد والثوار دخلوا المعارك بكثافة كبيرة". وأضاف أن "تحرير بني وليد أمر محسوم في اليومين المقبلين". وتابع أن محادثات تجري مع كتائب القذافي لإخراج مزيد من العائلات من المدينة، مشيرا إلى أن هناك حوالي خمسين ألف نسمة في بني وليد حاليا. وأكد أن "مجموعة من كتائب القذافي سلمت نفسها أول من أمس إلى الثوار"، موضحا أن المقاتلين الذين سلموا أنفسهم "من أبناء بني وليد والذين يقاتلون هناك الآن جاؤوا من الخارج". وتابع أن الثوار تسلموا "جثثا تعود لأشخاص من تشاد والنيجر وتوجو". وأفاد أن "سيف الإسلام نجل القذافي شوهد في بني وليد وهذا أمر مؤكد وربما والده أيضا هناك ونحن متأكدون من ذلك بنسبة 70%". ووفقا لتلفزيون "ليبيا الأحرار"، اتسمت المعارك حول بني وليد حتى الآن بالكر والفر، ولم يحقق الثوار نتيجة حاسمة. وكانت تعزيزات جديدة وصلت إلى الجبهة قادمة من طرابلس ومناطق أخرى قوامها ألف مقاتل، واستغل الثوار حلول الظلام وتقدمت شاحناتهم الصغيرة المزودة بمدافع مضادة للطيران لتحتل الأماكن التي تراجعوا عنها الجمعة الماضية. وأوضحت القناة أن أكبر العراقيل التي تمنع تقدم الثوار هي وجود عدد كبير من القناصة في منطقة السوق، إضافة إلى تعرضهم لقصف بصواريخ جراد والصواريخ الحرارية وقذائف الهاون، ويخشى الثوار إذا ردوا على هذا القصف بالمثل أن يسقط ضحايا بين المدنيين. وفي مدينة سرت، نجح الثوار، الذين يقدر عددهم بحوالي ستة آلاف مقاتل، في السيطرة على 70% من المدينة، بينما نجح الثوار القادمون من الشرق في السيطرة على بلدة هراوة، إلا أنهم واجهوا مقاومة عنيفة بعد أن قصفت كتائب القذافي مسجدا كان الثوار اتخذوه كمركز للقيادة وأصابوا قبته بأضرار. وتحولت المعارك في سرت إلى حرب شوارع. وتمكن الثوار من إقامة جسر جوي مع مدينة مصراتة لنقل الجرحى، كما تمكنوا من أسر آمر كتيبة الساعدي، وهي الكتيبة المكلفة بالدفاع عن سرت. وبعد سيطرة الثوار على وادي الشاطئ وقاعدة البيرق الجوية، يتأهبون إلى التقدم باتجاه مدينة سبها لمساعدة ثوارها على استكمال تحريرها. وكان ثوار سبها حرروا بالفعل أكبر أحيائها مثل حي القرضة والمنشية وسكرة والمهدية.